للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ورع، وعفاف، ومحاسن جمة. ثم ولي القضاء بعد تمنّع [١] فشكر وحمد، ولم يغيّر زيّه. واجتهد في الخير، وفي عمارة أوقاف الحنابلة. وكان من قضاة العدل والحقّ، لا يخاف في الله لومة لائم.

وهو الذي حكم على ابن تيميّة بمنعه من الفتيا بمسائل الطّلاق وغيرها مما يخالف المذهب.

وقد حدّث، وسمع منه جماعة، وخرّج له المحدّثون تخاريج عدّة، وحجّ ثلاث مرّات، ثم حجّ رابعة فتمرض في طريقه، فورد المدينة المنورة يوم الاثنين ثالث عشري ذي القعدة وهو ضعيف، فصلّى في المسجد، وسلّم على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكان بالأشواق إلى ذلك في مرضه، ثم مات عشية ذلك اليوم، وصلّي عليه بالرّوضة الشريفة، ودفن بالبقيع شرقي قبر عقيل [٢] ، رضي الله عنه.

وفيها كمال الدّين محمد بن علي بن عبد القادر التّميمي الهمذاني ثم المصريّ الشافعي [٣] .

حدّث عن النّجيب وجماعة، وقرأ عليه ولده الإمام نور الدّين «صحيح البخاري» وله عليه حواش بخطّه المنسوب.

وكان إماما قاضيا.

توفي بمصر عن إحدى وسبعين سنة.

وفيها الصّدر الكبير قطب الدّين موسى ابن الشيخ الفقيه أبي عبد الله محمد بن أبي الحسين عبد الله اليونيني الحنبلي المؤرخ [٤] .

ولد بدمشق سنة أربعين وستمائة، وسمع من أبيه، ومن ابن عبد الدائم، وعبد العزيز شيخ شيوخ حماة.


[١] تحرّفت في «المعجم المختص» إلى «بعد منع» فلتصحح.
[٢] يعني عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه.
[٣] انظر «ذيول العبر» ص (١٤٥) و «الدرر الكامنة» (٤/ ٦٨) و «حسن المحاضرة» (١/ ٣٩٣) .
[٤] انظر «ذيول العبر» ص (١٤٥- ١٤٦) و «معجم الشيوخ» (٢/ ٣٤٨) و «البداية والنهاية» (١٤/ ١٢٦) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٣٨٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>