للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها العالم المسند شمس الدّين محمد بن أحمد بن أبي بن الهيجاء بن الزّرّاد الصّالحي [١] .

روى شيئا كثيرا، وتفرّد.

قال الذهبي: وخرجت له «مشيخة» .

روى عن البلخي، ومحمد ابن عبد الهادي، واليلداني، وخطيب مردا، والبكري.

وكان يروي «المسند» و «السيرة» و «مسند أبي عوانة» و «الأنواع والتقاسيم» و «مسند أبي يعلى» وأشياء. وافتقر واحتاج، وتغيّر ذهنه قبل موته، ولم يختلط.

وتوفي بقاسيون عن ثمانين سنة.

وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن مسلّم بن مالك بن مزروع بن جعفر الزّيني الصّالحي [٢] ، الفقيه الحنبلي، قاضي قضاة المدينة المنورة.

ولد سنة اثنتين وستين وستمائة، وتوفي أبوه سنة ثمان وستين، وكان من الصّالحين، فنشأ يتيما، فقيرا. وكان قد حضر على ابن عبد الدائم، وعمر الكرماني. وسمع من ابن البخاري وطبقته. وأكثر عن ابن الكمال، وعني بالحديث، وتفقّه، وأفتى، وبرع في العربية. وتصدّى للاشتغال والإفادة، واشتهر اسمه، مع الدّيانة، والورع، والزّهد، والاقتناع باليسير. ثم بعد موت القاضي تقي الدّين سليمان ورد تقليده للقضاء في صفر سنة ست عشرة موضعه فتوقف في القبول، ثم استخار الله تعالى وقبل بعد أن شرط أن لا يلبس خلعة حرير، ولا يركب في المواكب.

قال الذهبي في «معجمه» : برع في المذهب والعربية، وأقرأ [٣] الناس مدّة.


[١] انظر «ذيول العبر» ص (١٤٨) و «المعجم المختص» ص (٢٢٣- ٢٢٤) . و «الوافي بالوفيات» (٢/ ١٤٧) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٣٧٦) .
[٢] انظر «ذيول العبر» ص (١٤٩) و «معجم الشيوخ» (٢/ ٢٨٣- ٢٨٤) و «المعجم المختص» ص (٢٦٤- ٢٦٥) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٣٨٠) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٢٥٨) .
[٣] تحرّفت في «المعجم المختص» إلى: «وقرأ» فلتصحح.

<<  <  ج: ص:  >  >>