للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها هلك المعمّر فضل الله بن أبي الفخر بن الصقاعي [١] النّصراني الكاتب ببستانه بأرزة [٢] ودفن في مقابر النّصارى، وكان خبيرا في صناعته، باشر ديوان المرتجع، ثم نقل إلى ديوان البريم، ثم انقطع عن ذلك كلّه. وكانت عنده فضيلة في دينه، جمع الأناجيل الأربعة، إنجيل متّى، ومرقّص، ولوقا، ويوحنا.

وجعلها إنجيلا واحدا في كتاب بألسنة مختلفة، عبراني، وسرياني، وقبطي، ورومي. وذكر في كل فصل ما قاله الآخر، وذكر اختلاف الحواريين، وبيّن عباراتهم.

وكان يقول: إنه يحفظ التوراة، والإنجيل، والمزامير. وكان المكين بن العميد النّصراني [٣] قد عمل «تاريخا» من أول العالم إلى سنة ثمان وخمسين وستمائة، فكتبه ابن الصقاعي بخطّه، وذيّل عليه إلى سنة عشرين وسبعمائة، واختصر «تاريخ ابن خلّكان» وذيّل عليه [٤] وعمل «وفيات المطربين» وغير ذلك، وقارب مائة سنة.


[١] انظر «الدّرر الكامنة» (٣/ ٢٣٣) و «الأعلام» (٥/ ١٥٣) وانظر تعليق العلّامة الزركلي عليه فهو مفيد نافع.
[٢] قال العلّامة محمد كرد علي في كتابه «غوطة دمشق» ص (١٦٢) : أرزة: كانت مكان حي الشهداء في طريق الصالحية. متصلة بسويقة صاروجا: تمتد إلى عقبة جوزة الحدباء. رأى خرائبها ابن طولون، وكانت عامرة بعض الشيء في القرن العاشر- يعني الهجري-.
[٣] هو جرجس بن العميد بن إلياس، المعروف بالمكين، أو «الشيخ» المكين، ويقال له: ابن العميد، مؤرّخ من كتّاب النصارى السريان، أصله من تكريت، ومولده بالقاهرة، ونشأ بدمشق. له كتاب «المجموع المبارك جزآن، الأول في التاريخ القديم إلى ظهور الإسلام مخطوط، والثاني تاريخ المسلمين من من بدء الإسلام إلى عصر الملك الظاهر بيبرس، وقد ترجم إلى اللاتينية والفرنسية.
مات سنة (٦٧٢) هـ. عن «الأعلام» للزركلي (٢/ ١١٦) .
[٤] قلت: وهو المعروف ب «تالي وفيات الأعيان» وقد طبعه المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق منذ سنوات.

<<  <  ج: ص:  >  >>