للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ على الشيوخ، ونظر في الرّجال والعلل. وكان عذب القراءة، سريعا. وكان من بقايا المجتهدين، ومن أذكياء زمانه. ودرّس وأفتى، وصنّف وتخرّج به الأصحاب.

وقال ابن كثير: انتهت إليه رئاسة المذهب تدريسا وإفتاء ومناظرة. برع، وساد أقرانه، وحاز قصب السّبق عليهم بذهنه الوقّاد، وتحصيله الذي أسهره ومنعه الرّقاد. وعبارته التي هي أشهى من السّهاد، وخطّه الذي هو أنضر من أزاهير المهاد، إلى أن قال: أما دروسه في المحافل فلم أسمع أحدا من الناس يدرّس أحسن منه، ولا أجلّ من عبارته، وحسن تقريره، وجودة احترازاته، وصحة ذهنه، وقوة قريحته، وحسن نظره.

توفي في رمضان ببلبيس، وحمل إلى القاهرة، ودفن جوار قبّة الشافعي، رضي الله عنه.

وفيها فخر الدّين محمد بن محمد بن محمد المعروف بابن الصّقلي [١]- ضبطه بعضهم بفتح الصّاد والقاف، وبعضهم بفتح الصّاد وكسر القاف، نسبة إلى جزيرة صقلية في بحر الرّوم- الشافعي.

تفقه في القاهرة على الشيخ قطب الدّين السّنباطي، وناب في القضاء بظاهر القاهرة. وصنف «التنجيز في الفقه» وهو «التعجيز» إلّا أنه يزيد فيه التصحيح على طريقة النّووي، ويشير إلى تصحيح الرّافعي بالرّموز، وزاد فيه بعض قيود.

قال السبكي: كان فقيها، فاضلا، دينا، ورعا.

توفي بالقاهرة في ذي القعدة.

وفيها القاضي الأديب شمس الدّين محمد بن الشّهاب محمود [٢] كاتب السّرّ. توفي في شوال عن ثمان وخمسين سنة.


[١] انظر «طبقات الشافعية الكبرى» (٩/ ٢٤٧) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ١٤٨) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٣٩٢- ٣٩٣) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٢٣٦) و «حسن المحاضرة» (١/ ٤٢٤) .
[٢] انظر «ذيول العبر» ص (١٥٤- ١٥٥) و «النجوم الزاهرة» (٩/ ٢٦٨) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٢٥١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>