للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا من الْمُشْرِكِينَ ٦: ٧٩ [الأنعام: ٧٩] قال:

اقتلوه عن القبلة، قال: فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ الله إِنَّ الله واسِعٌ عَلِيمٌ ٢: ١١٥ [البقرة: ١١٥] قال: اضربوا به الأرض، قال: مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى ٢٠: ٥٥ [طه: ٥٥] قال: اضربوا عنقه، قال:

اللهمّ لا تحل له دمي ولا تمهله من بعدي [١] فلما قتله لم يزل دمه يجري حتى علا وفاض حتى دخل تحت سرير الحجّاج، فلما رأى ذلك هاله وأفزعه، فبعث إلى صادق [٢] المتطبّب فسأله عن ذلك، قال: لأنك قتلته ولم يهله، ففاض دمه ولم يجمد في جسده، ولم يخلق الله عزّ وجلّ شيئا أكثر دما من الإنسان، فلم يزل به ذلك الفزع حتى منع النّوم، وجعل يقول: مالي ولك يا سعيد بن جبير، وكان في جملة مرضه كلما نام رآه آخذا بمجامع ثوبه يقول:

يا عدوّ الله فيم قتلتني، فيستيقظ مذعورا ويقول: مالي ولابن جبير، وقتل ابن جبير، وله تسع وأربعون سنة، وقبره بواسط يتبرك به [٣] .

وفيها توفي مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير العامريّ البصريّ، الفقيه العابد المجاب الدّعوة، روى عن عليّ، وعمّار [٤] .

وحميد بن عبد الرّحمن بن عوف الزّهريّ، سمع من خاله عثمان [٥]


وما جاء في هذه الحاشية ما هو إلّا نص لابن خلكان في «وفيات الأعيان» سقط من النسخة الخطية التي اعتمدها الدكتور إحسان عباس في تحقيقه للكتاب، وهو موجود في نسخ أخرى من الكتاب، والدليل على ذلك أن ابن العماد ينقل عنه في كتابنا هنا.
[١] في حاشية «وفيات الأعيان» ، و «سير أعلام النبلاء» : «اللهمّ لا تسلطه على أحد يقتله بعدي» .
[٢] في المطبوع: «صادوق» .
[٣] قلت: التبرك بالقبور من الأمور التي نهى عنها شرعنا الحنيف، ولكن صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» .
[٤] يعني عمار بن ياسر رضي الله عنه.
[٥] يعني أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>