للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أماكن، وتفرّد في وقته بالرئاسة في البيت والمناصب الدينية والدنيوية. وكان فيه تواضع، وحسن سمت، وتودّد وإحسان، وبرّ بأهل العلم والصّلحاء. وهو ممن أذن لي في الإفتاء. وكتب إنشاء ذلك وأنا حاضر على البديهة، فأجاد وأفاد، وأحسن التّعبير، وعظم في عيني.

وسمع الحديث من جماعة، وخرّج له فخر الدّين البعلبكي «مشيخة» سمعناها عليه.

توفي في ذي القعدة ودفن بتربتهم بالسّفح.

وفيها نائب السّلطنة أرغون الدويدار [١] ، الذي باشر النّيابة مدة ثم أخر.

وكان مليح الخطّ، نسخ «صحيح البخاري» وقرأ في مذهب أبي حنيفة، وحصّل كتبا نفيسة.

ومات بحلب في ربيع الأول كهلا.

وفي حدودها جمال الدّين عبد الحميد بن عبد الرحمن بن عبد الحميد الجيلوني الشّيرازي [٢] الشافعي، صاحب «البحر الصغير» و «العجالة» .

قال الإسنوي: كان فقيها، كبيرا، ذا حظ من كثير من العلوم، ورعا، زاهدا، بحث «الحاوي الصغير» بقزوين على ابن المصنّف في أربعين يوما، ثم عاد إلى بلده، وصنّف كتابه المسمى ب «البحر» وهو مختصر أوضح من «الحاوي» متضمن لزيادات.

توفي بجبل من نواحي شيراز سنة نيّف وثلاثين وسبعمائة. انتهى.

وفيها ضياء الدّين أبو الحسن علي بن سليم بن ربيعة [٣] ، العالم القاضي الشافعي، الأنصاري الأذرعي.


[١] انظر «ذيول العبر» (١/ ١٦٧) و «النجوم الزاهرة» (٩/ ٢٨٨) و «الدّرر الكامنة» (١/ ٣٥١) .
[٢] انظر «طبقات الشافعية الكبرى» (١٠/ ٤٥) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ٢٩١) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٣٤٥- ٣٤٦) .
[٣] انظر «معجم الشيوخ» (٢/ ٢٧) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٥٣) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٢/ ٣٥٩- ٣٦٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>