للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على العبادة، والطّاعة، وملازمة الجامع، وكثرة الصّلوات. واشتهر بذلك، وصار له قبول وعظمة عند الأكابر.

وقد غمزه الذهبي بأنه نال بذلك سعادة دنيوية، وتمتّع بالدنيا وشهواتها التي لا تناسب الزّاهدين.

قال: وسمعت منه «اقتضاء العلم» [١] للخطيب. وكان قويّ النّفس، لا يقوم لأحد، وله محبّون، ومن حسناته أنه كان من اللّاعنين للاتحادية. انتهى.

توفي مستهل المحرّم ببستانه بأرض جوبر، ودفن بمقبرة باب الصّغير.

وفيها عزّ الدّين أبو الفرج عبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر بن قدامة المقدسي [٢] الحنبلي الفرضي الزّاهد القدوة.

ولد في تاسع عشر جمادى الأولى سنة ست وخمسين وستمائة، وسمع من ابن عبد الدائم وغيره، وحجّ صحبة الشّيخ شمس الدّين بن أبي عمر. وكمّل عليه قراءة «المقنع» بالمدينة النّبوية. وحجّ بعد ذلك مرات.

وسمع منه الذهبي، وذكره في «معجمه» [٣] فقال: كان فقيها، عالما، متواضعا، صالحا، على طريقة سلفه. وكان عارفا بمذهب أحمد، له فهم ومعرفة تامّة بالفرائض، وفيه تودّد وانطباع وعدم تكلّف.

أخذ عنه الفرائض جماعة وانتفعوا به.

وتوفي في ثامن شهر رجب ودفن بتربة الشيخ أبي عمر.

وفيها فخر الدّين أبو بكر عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن


[١] وهو مطبوع منذ سنوات في المكتب الإسلامي بدمشق بتخريج الأستاذ المحدّث الشيخ محمد ناصر الدّين الألباني.
[٢] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٤١٩) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ٣٢١) و «المقصد الأرشد» (٢/ ٧٩- ٨٠) .
[٣] لم أجد ترجمته لا في «معجم الشيوخ» الذي بين يدي، ولا في «المعجم المختص» .

<<  <  ج: ص:  >  >>