توفي في جمادى الأولى، ودفن قريبا من الإمام الشافعي، رضي الله عنهما، وله أربع وتسعون سنة.
وفيها تقي الدّين أبو الثناء محمود بن علي بن محمود بن مقبل بن سليمان بن داود الدّقوقي ثم البغدادي [١] الحنبلي المحدّث الحافظ.
ولد بكرة نهار الاثنين سادس عشري جمادى الأولى سنة ثلاث وستين وستمائة. وسمع الكثير بإفادة والده من عبد الصّمد بن أبي الجيش، وعلي بن وضاح، وابن السّاعي، وعبد الله بن بلدجي، وعبد الجبار بن عكبر، وغيرهم، وأجاز له جماعة كثيرة من أهل العراق والشام، ثم طلب بنفسه، وقرأ ما لا يوصف كثرة.
وكان يجتمع عنده في قراءة الحديث آلاف. وانتهى إليه علم الحديث والوعظ ببغداد، ولم يكن بها في وقته أحسن قراءة للحديث منه ولا معرفة بلغاته وضبطه، وله اليد الطّولى في النّظم والثّر وإنشاء الخطب.
وكان لطيفا، حلو النّادرة، مليح الفكاهة، ذا حرمة، وجلالة، وهيبة، ومنزلة، عند الأكابر.
وجمع عدة «أربعينيات» في معان مختلفة. وله كتاب «مطالع الأنوار في الأخبار والآثار الخالية عن السند والتكرار» وكتاب «الكواكب الدّرّية في المناقب العلوية» وتخرّج به جماعة في علم الحديث، وانتفعوا به، وسمع منه خلق، وحدّث عنه طائفة.
وتوفي يوم الاثنين بعد العصر عشرين المحرم ببغداد رحمه الله.
[١] انظر «المعجم المختص» ص (٢٧٧- ٢٧٨) و «ذيول العبر» ص (١٧٧- ١٧٨) و «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٤٢١- ٤٢٣) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٣٣٠) و «المقصد الأرشد» (٢/ ٥٤٩) .