فقررت عينا عند رؤية وجهها ... إني أبوك وكنت أنت أباها
ومن شعره:
عليك بالصّمت فكم ناطق ... كلامه أدّى إلى كلمه
إن لسان المرء أهدى إلى ... غرّته والله من خصمه
يرى صغير الجسم مستضعفا ... وجرمه أكبر من جرمه
وقال في «الإحاطة» : كان من رجال الكمال، طلق الوجه، فقد في الكائنة العظمى بطريف يوم الاثنين سابع جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين وسبعمائة، ثابت الجأش، غير جذوع ولا هيّابة.
حدّثني الخطيب بالمسجد الجامع من غرناطة الفقيه أبو عبد الله بن اللّوشي، قال: كبا بأخيك الطّرف وقد غشي العدو، فجنحت إلى أردافه فانحدر إليه والدك وصرفني وقال: أنا أولى به، فكان آخر العهد بهما. انتهى.
وذكر في «الإحاطة» : أن مولده بغرناطة في جمادى الأولى عام اثنين وسبعين وستمائة.
وفيها افتخار الدّين أبو عبد الله جابر بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد العزيز بن يوسف الخوارزمي الكاتي- بالمثناة أو المثلثة- الحنفي النّحوي [١] .
ولد في عاشر شوال سنة سبع وستين وستمائة، وقرأ على خاله أبي المكارم، وقرأ «المفصل» و «الكشّاف» على أبي عاصم الإسفندري، واشتغل ببلاده، ومهر، وقدم القاهرة، فسمع من الدّمياطي. وولي مشيخة الجاولية التي بالكبش، وباشر الإفتاء والتدريس بأماكن، وقدم مكّة.
وقرأ «الصحيح» على التّوزري، وتكلّم على أماكن فيه من جهة العربية، ودرّس بالقدس ومكّة. وكان فاضلا، حسن الشكل، مليح المحاضرة.
[١] انظر «النجوم الزاهرة» (٩/ ٣٢٦) و «الجواهر المضية» (٢/ ٥- ٦) و «العقد الثمين» (٣/ ٤٠٣- ٤٠٤) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ٦٨) .