للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذو الأحوال السّنيّة والمقامات العليّة، وحسبك فيه ما قاله تلميذه ومريده الإمام اليافعي من أبيات:

إذا قصد الزّوّار للبيت كعبة ... عليّ بن عبد الله قصدي وكعبتي

وفيها ركن الدّين شافع بن عمر بن إسماعيل [١] ، الفقيه الحنبلي الأصولي، نزيل بغداد.

سمع الحديث ببغداد على إسماعيل بن الطبّال، وابن الدّواليبي، وغيرهما.

وتفقّه على الشيخ تقي الدّين الزّريراتي، وصاهره على ابنته، وأعاد عنده بالمستنصرية.

وكان رئيسا، نبيلا، فاضلا، عارفا بالفقه والأصول والطّبّ، مراعيا لقوانينه في مأكله ومشربه، ودرّس بالمجاهدية بدمشق، وأقرأ جماعة من الأئمة.

قال ابن رجب: منهم والدي.

وله مصنّف في مناقب الأئمة الأربع سمّاه «زبدة الأخبار في مناقب الأربعة الأبرار» ، وكان قاصر العبارة لأن في لسانه عجمة، ومدرسة المجاهدية تعرف الآن بالحجازية، ثم صارت اصطبلا لخيل الطانشمندية، لا حول ولا قوة إلّا بالله.

توفي المترجم ببغداد يوم الجمعة ثاني عشر شوال، ودفن بدهليز تربة الإمام أحمد، رضي الله عنه.

وفيها شرف الدّين أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل الزّريراتي البغدادي [٢] الحنبلي بن شيخ العراق تقي الدّين أبي بكر المتقدم ذكره.

ولد ببغداد، ونشأ بها، وحفظ «المحرّر» ، وسمع الحديث، واشتغل ثم رحل إلى دمشق، فسمع من زينب بنت الكمال، وجماعة من أصحاب ابن عبد الدائم،


[١] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٤٣٥) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ٢٨٣) و «المقصد الأرشد» (١/ ٤٤١) .
[٢] انظر «ذيل طبقات الحنابلة» (٢/ ٤٣٥- ٤٣٦) وفيه: «عبد الرحيم بن عبد الله» .

<<  <  ج: ص:  >  >>