للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطرسوس، وغيرهما. واشترى المماليك، فبالغ في ذلك، حتّى اشترى واحدا بما يزيد على أربعة آلاف دينار.

قال في «الدّرر» [١] : ولم ير أحد مثل سعادة ملكه وعدم حركة الأعادي عليه برّا وبحرا، مع طول المدة، فمنذ وقعة شقحب إلى أن مات، لم يخرج عليه أحد، ووجدت له إجازة بخط البرزالي من ابن مشرف وغيره، وسمع من ست الوزراء، وابن الشّحنة، وخرّج له بعض المحدّثين «جزءا» . وكان مطاعا، مهيبا، عارفا بالأمور، يعظّم أهل العلم والمناصب الشرعية، ولا يقرّر فيها إلّا من يكون أهلا لها.

وتوفي في تاسع عشري ذي الحجّة بقلعة مصر في آخر النهار، وحمل ليلا إلى المنصورية، فغسل بها، وصلّى عليه عزّ الدّين بن جماعة القاضي إماما بحضرة أناس قلائل من الأمراء، وحصل للمسلمين بموته ألم شديد، لأنهم لم يلقوا مثله.

وعهد قبيل موته لولده الملك المنصور، فجلس على كرسي الملك قبل موت والده بثلاثة أيام، والله أعلم.


[١] انظر «الدّرر الكامنة» (٤/ ١٤٧- ١٤٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>