للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الإسنوي: كان فقيها، إماما يضرب به المثل في الفقه، عارفا بالأصلين والنحو والقراءات، ذكيا، نظّارا، فصيحا، يعبّر عن الأمور الدقيقة بعبارة وجيزة، مع السّرعة والاسترسال، ديّنا سليم الصّدر، كثير المروءة.

وقال غيره: كان مدار الفتيا بالقاهرة عليه وعلى الشيخ شهاب الدّين بن الأنصاري، وولي قضاء العسكر في أيام الناصر أحمد.

وتوفي في ذي القعدة.

وفيها عماد الدّين محمد بن إسحاق بن محمد بن المرتضى البلبيسي المصري الشافعي [١] . أخذ الفقه عن ابن الرّفعة وغيره، وسمع من الدّمياطي وغيره، وولي قضاء الإسكندرية، ثم امتحن وعزل، وكان صبورا على الاشتغال، ويحثّ على الاشتغال ب «الحاوي» .

قال الإسنوي: كان من حفّاظ مذهب الشافعي، كثير التولّع بالألغاز الفروعية، محبا للفقراء، شديد الاعتقاد فيهم.

وقال الزّين العراقي: انتفع به خلق كثير من أهل مصر والقاهرة.

توفي شهيدا في شعبان بالطّاعون.

وفيها تقي الدّين محمد المعروف بابن الببائي ابن قاضي ببا الشافعي [٢] .

تفقه على العماد البلبيسي وابن اللبان وغيرهما من فقهاء مصر.

ذكره الزين العراقي في «وفياته» فقال: برع في الفقه، حتّى كان أذكر فقهاء المصريين، له مع فقه النّفس والدّين المتين والورع.

وكان يكتسب بالمتجر، يسافر إلى الإسكندرية مرّتين أو مرّة، ويشغل بجامع عمرو بغير معلوم.

وكان يستحضر «الرافعي» و «الروضة» ويحلّ «الحاوي الصغير» حلّا حسنا.


[١] ترجمته في «طبقات السبكي» (٩/ ١٢٨) ، و «طبقات الإسنوي» (١/ ٢٩٥) ، و «الدرر الكامنة» (٣/ ٣٨٢) ، و «حسن المحاضرة» (١/ ٤٢٨) .
[٢] ترجمته في «الدرر الكامنة» (٤/ ٣١٨) .

<<  <  ج: ص:  >  >>