للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصحب الشيخ أبا عبد الله بن الحاج وغيره من أهل الخير، وتوفي شهيدا بالطّاعون.

وفيها شمس الدّين أبو الثّناء محمود بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن أبي بكر ابن علي الشّافعي [١] العلّامة الأصبهاني.

ولد في شعبان سنة أربع وسبعين وستمائة، واشتغل ببلاده، ومهر، وتميّز، وتقدم في الفنون، فبهرت فضائله، وسمع كلامه التّقي ابن تيميّة فبالغ في تعظيمه، ولازم الجامع الأموي ليلا، ونهارا مكبّا على التلاوة، وشغل الطلبة، ودرّس بعد ابن الزّملكاني بالرّواحية، ثم قدم القاهرة، وبنى له قوصون الخانقاه بالقرافة، ورتّبه شيخا لها.

قال الإسنوي: كان بارعا في العقليات، صحيح الاعتقاد، محبّا لأهل الصّلاح، طارحا للتكلف. وكان يمتنع كثيرا من الأكل لئلا يحتاج إلى الشرب فيحتاج إلى دخول الخلاء فيضيع عليه الزّمان.

صنف «تفسيرا كبيرا» وشرح «كافية ابن الحاجب» وشرح «مختصره الأصلي» وشرح «منهاج البيضاوي» و «طوالعه» وشرح «بديعية ابن السّاعاتي» وشرح «الساوية» في العروض، وغير ذلك.

مات في ذي القعدة بالطّاعون، ودفن بالقرافة.

وفيها محبّ الدّين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن لب بن الصّايغ الأموي المرّي [٢] .

قال في «تاريخ غرناطة» : أقرأ النحو بالقاهرة إلى أن صار يقال له أبو عبد الله النّحوي، وكان قرأ على أبي الحسن بن أبي العيش وغيره، ولازم أبا حيّان وانتفع بجاهه.

وكان سهلا، دمث الأخلاق، محبا للطب، وتعانى الضّرب بالعود فنبغ فيه.


[١] انظر «طبقات الشافعية» للإسنوي (١/ ١٧٢- ١٧٤) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ٩٤) .
[٢] انظر «الدّرر الكامنة» (٣/ ٤٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>