للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومراغة أيضا بلدة من بلاد أذربيجان [١] خرج منها جماعة من الأئمة والمحدّثين، وهي بفتح الميم ليس إلا.

وفيها زين الدّين أبو حفص عمر بن عيسى بن عمر الباريني الشافعي [٢] ، أحد مشايخ العلم بحلب.

ولد ببارين قرية من حماة [٣] سنة إحدى وسبعمائة، وأخذ عن الشيخ شرف الدّين البارزي، وسمع من الحجّار وغيره، وسكن حلب.

وكان إماما، عالما، فاضلا، فقيها، فرضيا، نحويا، أديبا، شاعرا، بارعا، ورعا، زاهدا، أمّارا بالمعروف، نهاء عن المنكر. درّس بعدة مدارس، وأخذ عنه الشيخ شمس الدّين بن الرّكن، وشمس الدّين الببائي، وشرف الدّين الدّاديخي، وغيرهم. وألّف في الفرائض والعربية، وكتب المنسوب.

توفي بحلب في شوال ودفن خارج باب المقام، وقال فيه ابن حبيب:

حلب تغيّر حالها لمّا اختفى ... من فضل زين الدّين عنها ما ظهر

ومدارس الفقها بها قد أقفرت ... من بعد عامرها أبي حفص عمر

وفيها زين الدّين أبو حفص عمر بن محمد بن عمر بن محمود بن أبي بكر الحرّاني الأصل ثم الدمشقي الحنبلي [٤] الشيخ الصّالح.

سمع من ابن القواس، والشرف بن عساكر، وعيسى المطعّم، وغيرهم.

وسمع «صحيح البخاري» على اليونيني، وحدّث وسمع منه الحسيني، وشهاب الدّين بن رجب، وذكراه في «معجميهما» .


[١] انظر «معجم البلدان» (١/ ١٢٨) .
[٢] انظر «النجوم الزاهرة» (١١/ ١٧) و «الوفيات» لابن رافع (٢/ ٢٧٤) و «ذيل العبر» لابن العراقي (١/ ١٣٣) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ١٤٧- ١٤٨) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ١٨٣- ١٨٤) و «بغية الوعاة» (٢/ ٢٢٢) .
[٣] قال ياقوت في «معجم البلدان» (١/ ٣٢٠- ٣٢١) : بارين، مدينة حسنة بين حلب وحماة من جهة الغرب.
[٤] انظر «الوفيات» لابن رافع (٢/ ٢٧٢) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ١٩٠) و «المقصد الأرشد» (٢/ ٣٠٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>