للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توفي في هذه السنة بدمشق ودفن بمقبرة السّالف ظاهر دمشق.

وفيها عماد الدّين محمد بن الحسن بن علي بن عمر القرشي الأموي الإسنائي المصري الشافعي [١] .

ولد بأسنا في حدود سنة خمس وتسعين وسبعمائة، واشتغل بها على والده في الفقه والفرائض والحساب، إلى أن مهر في ذلك، ثم ارتحل إلى القاهرة، وأخذ عن مشايخها، وأخذ بحماة عن القاضي شرف الدّين البارزي. وسمع من جماعة.

ذكره أخوه في «طبقاته» فقال: كان فقيها، إماما في علم الأصلين والخلاف والجدل وعلم التصوف، نظّارا، بحّاثا، فصيحا، حسن التّعبير عن الأشياء الدقيقة بالألفاظ الرّشيقة، ديّنا، خيّرا، كثير البرّ والصّدقة، رقيق القلب، طارحا للتكلف، مؤثرا للتقشف، برع في العلوم ولم يبق له في الأصلين والخلاف والجدل نظير، ولا من يقاربه في ذلك من أشياخه وغيرهم. صنّف مختصرا في علم الجدل سمّاه «المعتبر في علم النّظر» ثم وضع عليه شرحا جيدا. وصنّف في التصوف كتابا سمّاه «حياة القلوب» وتصنيفا في الردّ على النصارى. وناب في الحكم في القاهرة، وأضيف إليه نظر الأوقاف بها، وأوصى أن يعاد إلى من بعده قدر ما تناوله من المعلوم [٢] .

توفي في شهر رجب ودفن بتربة أخيه بمقبرة الصّوفية.

وفيها صلاح الدّين محمد بن شاكر بن أحمد بن عبد الرحمن ابن شاكر بن هارون بن شاكر الكتبي الدّاراني ثم الدمشقي [٣] المؤرّخ. سمع من ابن


[١] انظر «النجوم الزاهرة» (١١/ ١٧) و «ذيول العبر» ص (٣٦٨) و «ذيل العبر» لابن العراقي (١/ ١٢١- ١٢٢) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٤٢١) و «طبقات الشافعية» للإسنوي (٢/ ١٨٢- ١٨٤) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ١٦١- ١٦٣) .
[٢] يعني من الراتب.
[٣] انظر «ذيول العبر» ص (٣٦٩) و «الوفيات» لابن رافع (٣/ ٢٦٣- ٢٦٤) و «ذيل العبر» لابن العراقي ص (١٢٨) و «البداية والنهاية» (١٤/ ٣٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>