للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصفه بحفظ المتون وكثرة الاستحضار جماعة، منهم الحسيني، و [ابن] العراقي وغيرهما.

وسمع من الحجّار، والقاسم ابن عساكر، وغيرهما. ولازم الحافظ المزّي وتزوّج بابنته، وسمع عليه أكثر تصانيفه، وأخذ عن الشيخ تقي الدّين بن تيميّة فأكثر عنه.

وقال ابن حبيب فيه: إمام روي التّسبيح والتهليل، وزعيم أرباب التأويل.

سمع، وجمع، وصنّف، وأطرب الأسماع بالفتوى وشنّف [١] ، وحدّث، وأفاد، وطارت أوراق فتاويه إلى البلاد، واشتهر بالضبط والتحرير، وانتهت إليه رئاسة العلم في التاريخ، والحديث، والتفسير.

وهو القائل:

تمرّ بنا الأيام تترى وإنّما ... نساق إلى الآجال والعين تنظر

فلا عائد ذاك الشّباب الذي مضى ... ولا زائل هذا المشيب المكدّر

ومن مصنفاته «التاريخ» المسمى ب «البداية والنهاية» [٢] و «التفسير» [٣] ، وكتاب في «جمع المسانيد العشرة» [٤] واختصر «تهذيب الكمال» وأضاف إليه


[١] جاء في «المعجم الوسيط» (١/ ٤٩٦) : شنّف الآذان بكلامه: أمتعها به.
[٢] نقوم بتحقيقه بالاشتراك مع عدد من الأساتذة الباحثين وفق منهج وضعه والدي الأستاذ المحدّث الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، حفظه الله تعالى ونفع بأقواله وأعماله، معتمدين على ثلاث من مصورات نسخه الخطية الجيدة القيمة، وقد تمّ تحقيق بعض الأجزاء منه وسوف تأخذ طريقها إلى الطبع قريبا إن شاء الله تعالى في دار ابن كثير بدمشق وبيروت.
[٣] طبع عدة مرات في مصر والشام وبيروت، أفضلها التي أصدرتها دار المعرفة ببيروت وقام بإعداد فهارس لها الأخ الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي بالاشتراك مع الأستاذين محمد سليم إبراهيم سمارة وجمال حمدي الذهبي.
وعلمت من الأخ الأستاذ علي مستو صاحب دار ابن كثير بأن الأستاذ الدكتور محمد إبراهيم البنّا يقوم بتحقيقه في السعودية الآن بتكليف من إحدى دور النشر هناك.
[٤] واسمه «جامع المسانيد» وقد جمع فيه بين الكتب الستة، ومسند أحمد، ومسند أبي يعلى الموصلي، ومسند البزار، والمعجم الكبير للطبراني، ورتب أسماء الصحابة من رواة الأحاديث على حروف المعجم، وعرّف بكل منهم عند وروده في الكتاب لأول مرة، ثم ذكر الأحاديث التي لكل راو،

<<  <  ج: ص:  >  >>