للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما تأخر في «الميزان» . سمّاه «التكميل» و «طبقات الشافعية» وله «سيرة صغيرة» [١] وشرع في أحكام كثيرة حافلة كتب منها مجلدات إلى الحجّ، وشرح قطعة من «البخاري» وغير ذلك.

وتلامذته كثيرة، منهم: ابن حجي، وقال فيه: أحفظ من أدركناه لمتون الأحاديث، وأعرفهم بجرحها، ورجالها، وصحيحها، وسقيمها، وكان أقرانه وشيوخه يعترفون له بذلك. وما أعرف أني اجتمعت به على كثرة ترددي إليه إلّا واستفدت منه.

وقال غيره كما قاله [٢] ابن قاضي شهبة في «طبقاته» - كانت له خصوصية بابن تيميّة ومناضلة عنه واتباع له في كثير من آرائه، وكان يفتي برأيه في مسألة الطلاق، وامتحن بسبب ذلك وأوذي.

وتوفي في شعبان ودفن بمقبرة الصّوفية عند شيخه ابن تيميّة انتهى.


وذكر من روى عنهم من الصحابة والتابعين. ويعد هذا الكتاب من خيرة مصنّفات الحافظ ابن كثير في الحديث النبوي، وهو من أواخر الكتب التي صنّفها إن لم يكن آخرها، وقد توفي- رحمه الله- دون أن يتمه، غير أن ذلك لا يمنع من نشر القسم المتوفر منه، نظرا لما لآراء هذا الإمام العظيم في الأحاديث من القيمة الكبرى، ولا سيما الضعيفة منها.
وقد قام بتحقيق هذا القسم الموجود من الكتاب في مصر الأخ الدكتور عبد المعطي قلعجي حفظه الله، وتتولى طبعه الآن دار الفكر ببيروت وسيصدر في سبعة وثلاثين مجلدا كما ذكر لي.
ويقوم بتحقيقه في الرياض أيضا الأستاذ الشيخ عبد الملك بن عبد الله بن دهيش حفظه الله، وقد صدر المجلدان الأول والثاني منه من طبعته وقد تفضل وأرسلهما لي جزاه الله تعالى خير الجزاء.
[١] قلت: يريد كتابه «الفصول في اختصار سيرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم» ويعد هذا الكتاب أحد المصنّفات المختصرة القيمة التي تحدثت عن سيرة الرسول صلّى الله عليه وسلّم باختصار مفيد نافع للعام والخاص، وذلك في القسم الأول منه. وأما القسم الثاني منه فقد تكلم فيه عن أحواله وشمائله وخصائصه صلّى الله عليه وسلّم باختصار نافع مفيد أيضا، الأمر الذي جعله محبّبا إلى قلوب الناس جميعا. وقد طبع هذا الكتاب أول مرة في مصر طبعة سقيمة غير محققة، ثم طبع للمرة الثانية في دمشق بتحقيق الأستاذين الفاضلين د. محمد عيد الخطراوي، ومحيي الدّين مستو، وهي طبعة جيدة محررة متقنة مفهرسة نافعة، كتب لها الانتشار فأعيد طبعها عدة مرات، آخرها التي صدرت حديثا عن دار ابن كثير بدمشق ودار التراث بالمدينة المنورة.
[٢] في «ط» : «كما ذكره» .

<<  <  ج: ص:  >  >>