للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سمع من ابن القوّاس «معجم ابن جميع» و «جزء ابن عبد الصّمد» وغير ذلك. وتفرّد بذلك، ومات في ذي القعدة عن نيف وثمانين سنة.

وفيها ولي الدّين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن يوسف العثماني الدّيباجي، المعروف بابن المنفلوطي الشافعي [١] .

ولد سنة ثلاث عشرة وسبعمائة، وسمع من جماعة، وتفقه، وبرع في فنون العلم، وأخذ عن النّور الأردبيلي، وحدّث، وأشغل، وكان قد نشأ بدمشق ثم طلب إلى الدّيار المصرية في أيام النّاصر حسن، ودرّس بالمدرسة التي أنشأها، والتفسير بالمنصورية، وغيرهما.

قال الولي العراقي: برع في التفسير، والفقه، والأصول، والتصوف، وكان متمكنا من هذه العلوم، قادرا على التصرف فيها، فصيحا، حلو العبارة، حسن الوعظ، كثير العبادة والتّألّه. جمع وألّف، وأشغل وأفتى، ووعظ وذكّر، وانتفع النّاس به، ولم يخلّف في معناه مثله.

وقال الحافظ ابن حجي: كان من ألطف الناس وأظرفهم، شكلا وهيئة، وله تآليف بديعة الترتيب.

توفي في ربيع الأول، وذكر أنه لما حضرته الوفاة قال: هؤلاء ملائكة ربّي قد حضروا وبشّروني بقصر في الجنّة، وشرع يردد السلام عليكم، ثم قال: انزعوا ثيابي عنّي فقد جاءوا بحلل من الجنّة، وظهر عليه السّرور، ومات في الحال.

وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر بن عبد الصّمد بن مرجان الحنبلي [٢] الشيخ الصّالح القدوة، شيخ التّلقين بمدرسة


[١] انظر «الوفيات» لابن رافع (٢/ ٤٠٠) و «ذيل العبر» لابن العراقي (٢/ ٣٥٠) و «إنباء الغمر» (١/ ٥٧- ٥٩) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٣٠٦) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ١٢٥) .
[٢] انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (٢/ ٣٥٨) و «إنباء الغمر» (١/ ٥٩) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٣٧٣) و «القلائد الجوهرية» (١/ ١٧٧) و «المقصد الأرشد» (١/ ٣٦٥) و «الجوهر المنضد» ص (١٢٣) و «الدارس في تاريخ المدارس» (٢/ ١١٠- ١١١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>