للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه فوائد كثيرة، وكان يحفظ «المنهاج» و «الألفية» لابن مالك، ويكرر عليهما.

وحصل له وسواس في الطهارة حتّى انحلّ بدنه وفسدت ثيابه وهيئته، ولم يزل مبتلى به إلى أن مات في جمادى الأولى بدمشق ودفن بباب الصغير.

وقال ابن حبيب: إمام تقدم في علم الحديث ودراسته، وتميّز بمعرفة أسماء ذوي إسناده وروايته، ورحل وطلب، وسمع بمصر ودمشق وحلب، وأضرم نار التحصيل وأجج، وقرأ، وكتب، وانتقى، وخرّج، وعني بما روي عن سيّد البشر.

وجمع «معجمه» [١] الذي يزيد على ألفي نفر. وكان لا يعتني بملبس ولا مأكل، ولا يدخل فيما أبهم عليه من أمر الدنيا أو أشكل، ويختصر في الاجتماع بالناس، وعنده في طهارة ثوبه وبدنه أيّ وسواس. انتهى.

وفيها ظهير الدّين أبو محمد محمد بن عبد الكريم بن محمد بن صالح بن قاسم بن العجمي الحلبي [٢] .

سمع «صحيح البخاري» و «سنن ابن ماجة» وغير ذلك.

ولد سنة أربع وتسعين وستمائة. وسمع منه العراقي وأرّخه، وابن عساكر، وأبو إسحاق سبط ابن العجمي، وهو أقدم شيخ له، والبرهان آخر من روى عنه، وآخرون.

وكتب الطبّاق والأجزاء، ونسخ كثيرا من الكتب بالأجرة، وكان يسترزق من الشهادة، وإذا طلب منه السماع طلب الأجرة لما يفوته من الشهادة بقدر ما يكفيه من القوت. قاله ابن حجر.

وفيها شمس الدّين محمد بن فخر الدّين عثمان بن موسى بن علي بن الأقرب الحلبي الحنفي [٣] .


[١] في «آ» و «ط» : «وجمع مسنده» والتصحيح من «إنباء الغمر» (٢/ ٦٠) وانظر «الوفيات» لابن رافع (١/ ٤٤) .
[٢] انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (٢/ ٣٤٥- ٣٤٦) و «إنباء الغمر» (١/ ٦٤) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٢٤) وكنيته فيه «أبو هاشم» .
[٣] انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (٢/ ٣٦١) و «إنباء الغمر» (١/ ٦٤- ٦٥) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٤٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>