للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التّغلبيّ الزّرعي ثم الدمشقي، المعروف بابن شمرنوح [١] .

ولد بعد الثمانين وستمائة، ولم يرزق سماع الحديث بعلو، وكانت له عناية بالعلم، وولي قضاء عدة بلاد بحلب، ثم ولي وكالة بيت المال بدمشق، ثم قضاء حلب مرّتين.

ومن شعره:

أحسن إلى من أسى ما اسطعت واعف إذا ... قدرت واصبر على رزء البليّات

وماء وجهك خير السّلعتين فلا ... تبعه بخسا ولو باليوسفيّات

فكلّ ما كان مقدورا ستبلغه ... وكلّ آت على رغم العدى [٢] آت

وكان يلقّب بالقرع. وكتب له بقضاء دمشق بعد السّبكي الكبير فلم يتمّ له، وباشر توقيع الدّست ونظر الجامع. وكان حسن الخطّ جدا، سريع الكتابة بحيث إنه كتب صداقا بمدة واحدة.

وكان مفرط الكرم، حتّى إنه افتقر آخرا جدا وانقطع ببستانه خاملا إلى أن مات في جمادى الآخرة.

وفيها علاء الدّين علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم الكناني العسقلاني الحنبليّ [٣] ، قاضي دمشق.

ولد سنة بضع عشرة، وسمع من أحمد بن علي الجزري، وأجاز له ابن الشّحنة، وناب أولا في الحكم بالقاهرة عن موفق الدّين، ثم ولي قضاء دمشق بعد موت ابن قاضي الجبل، وكان فاضلا متواضعا، ديّنا، عفيفا. وكان أعرج.

وهو والد جمال الدّين عبد الله بن علاء الدّين الجندي شيخ ابن حجر.

توفي في نصف شوال وقد نيّف على السبعين.


[١] انظر «إنباء الغمر» (١/ ١٢٢- ١٢٣) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٨١- ٨٣) .
[٢] كذا في «ط» و «إنباء الغمر» و «الدّرر» : «على رغم العدى» وفي «آ» : «على رغم الفتى» .
[٣] انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (٢/ ٣٨٥) و «إنباء الغمر» (١/ ١٢٣) و «الدليل الشافي» (١/ ٤٧٧) و «السّحب الوابلة» ص (٣٠٩) .

<<  <  ج: ص:  >  >>