للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن عمّ أبيه تقي الدّين السّبكي، وغيرهم. وسمع من وزيرة، والحجّار، والواني، وغيرهم. وحدّث عنهم، وانتقل إلى دمشق سنة تسع وثلاثين عام ولي قريبه تقي الدّين القضاء، وناب عنه في الحكم بدمشق، ثم ولي استقلالا بعد صرف تاج الدّين السبكي مدة شهر واحد، ثم ولي قضاء طرابلس، ثم رجع إلى القاهرة، فولي قضاء العسكر ووكالة بيت المال، ثم ولي قضاءها في سنة ست وستين بعد العزّ بن جماعة، ثم ولي قضاء دمشق ومات بها. وكان الإسنويّ يقدّمه ويفضله على أهل عصره. وكان العماد الحسباني يشهد أنه يحفظ «الروضة» .

وكان هو يقول: أعرف عشرين علما، لم يسألني عنها بالقاهرة أحد. ومع سعة علمه لم يصنّف شيئا. وكان يقول: أقرأت «الكشّاف» بعدد شعر رأسي.

وتقدم على شيوخ الشام، وله بضع وثلاثون سنة.

وذكره الذهبي في «المعجم المختص» [١] وأثنى عليه.

وقال ابن حبيب: شيخ الإسلام، وبهاؤه، ومصباح أفق الحكم وضياؤه، وشمس الشريعة وبدرها، وحبر العلوم وبحرها.

كان إماما في المذهب، طرازا لردائه المذهّب، رأسا لذوي الرئاسة والرتب، حجة في التفسير، واللغة، والنحو، والأدب، قدوة في الأصول والفروع، رحلة لأرباب السّجود والركوع، مشهور في البلاد والأمصار، سالك طريق من سلف من سالفة الأنصار.

درّس وأفاد، وهدى بفتاويه إلى سبيل الرّشاد.

توفي بدمشق في جمادى الأولى، ودفن بسفح قاسيون بتربة السّبكيين.

وفيها شمس الدّين محمد بن سالم بن عبد الرحمن بن عبد الجليل، الشيخ الإمام، العالم العامل، المفتي الحنبلي الدمشقي ثم المصري [٢] .

كان مقيما بالشام، فحصل له رمد، ونزل بعينيه ماء، فتوجه إلى مصر


[١] لم يرد ذكر له في «المعجم المختص» المطبوع الموجود بين يدي.
[٢] انظر «الجوهر المنضد» ص (١٢٢- ١٢٣) و «المقصد الأرشد» (٢/ ٤١٧) و «السحب الوابلة» ص (٢٤٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>