للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو جعفر شاعرا، ماهرا، عارفا بفنون الأدب، وكان رفيقه عالما بالعربية، مقتدرا على النّظم، واستوطنا البيرة من عمل حلب، وانتفع بهما أهل تلك البلاد.

وقال السيوطي في «طبقات النّحاة» : أقام أبو جعفر بحلب نحو ثلاثين سنة، وكان عارفا بالنحو وفنون اللّسان، مقتدرا على النّظم والنثر، ديّنا، حسن الخلق، كثير التأليف في العربية وغيرها، شرح «بديعية» رفيقه وأجاز لأبي حامد ابن ظهيرة. مولده بعد السبعمائة، ومات منتصف رمضان.

ومن شعره:

لا تعاد النّاس في أوطانهم ... قلّما يرعى غريب الوطن

وإذا ما عشت عيشا بينهم ... خالق النّاس بخلق حسن

وفيها أحمد بن أبي الخير اليمني الصّيّاد [١] ، أحد المشهورين بالصّلاح والكرامات من أهل اليمن.

كان محافظا على التّقوى، معظّما في النّفوس، اجتمع هو ورجل من الزّيدية، فتوافقا على دخول الخلوة، وإقامة أربعين يوما، لا أكل ولا شرب، فضجّ الزّيدي من رابع يوم، فأخرج وثبت ابن الصّيّاد إلى آخر الأربعين، فتاب الزّيدي على يده هو وجميع من معه، وتوفي في شوال وله أربعون سنة.

وفيها الأمير اقتمر الحنبلي الصّالحي [٢] .

كان من مماليك الصالح إسماعيل، وولي رأس نوبة في دولة المنصور ابن المظفّر، ثم خازندارا في دولة الأشرف، ثم تقدم في سنة سبعين، ونفاه الجائي إلى الشام، ثم أعيد بطّالا، ثم استقرّ رأس نوبة، ثم نائب السلطنة بعد منجك، ثم قرّر في نيابة الشام إلى أن توفي بها في هذه السنة في رجبها، وكان أولا يعرف بالصّاحبي، وكان يرجع إلى دين، وعنده وسواس كثير في الطّهارة وغيرها فلقّب


[١] انظر «إنباء الغمر» (١/ ٢٤٥) .
[٢] انظر «ذيل العبر» لابن العراقي (٢/ ٤٧٤) و «إنباء الغمر» (١/ ٢٤٥) و «الدّرر الكامنة» (١/ ٤٤٩) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ١٩١) و «السّحب الوابلة» ص (١٢٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>