للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حضر على هدية بنت عسكر، وسمع من القاضي تقي الدّين سليمان، وعيسى المطعم، وكان له ثروة، ووقف أوقاف برّ على جماعة الحنابلة، وعنده فضيلة، وقسّم ماله قبل موته بين ورثته، وانقطع لإسماع الحديث في بستانه بالزّعيفرية، وتوفي ليلة الثلاثاء ثالث ربيع الآخر، ودفن بالرّوضة عند والده.

وفيها تقي الدّين عبد الرحمن بن أحمد بن علي الواسطي [١] نزيل مصر، البغدادي، شيخ القراء.

قدم القاهرة، وتلا على التّقي الصائغ، وسمع من حسن سبط زيادة، ووزيرة، وتاج الدّين بن دقيق العيد، وجماعة. خرّج له عنهم أبو زرعة ابن العراقي «مشيخة» وهو آخر من حدّث عن سبط زيادة، وتصدّر للإقراء مدة، وانتفع الناس به، ودرّس القراءات بجامع ابن طولون.

قال ابن حجر: وقرأ عليه شيخنا العراقي بعض القراءات، وشرح «الشاطبية» ونظم «غاية الإحسان» لشيخه أبي حيّان أرجوزة وقرضها شيخه.

وتوفي في تاسع صفر عن تسع وسبعين سنة.

وفيها أبو عبد الله محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن مرزوق التّلمساني المالكي العجيسي- بفتح العين المهملة، وكسر الجيم، وتحتية، ومهملة، نسبة إلى عجيس، قبيلة من البربر [٢]-.

ولد بتلمسان سنة إحدى عشرة وسبعمائة، وتقدم في بلاده، وتمهر في العربية والأصول والأدب، وسمع من منصور المشدّائي [٣] ، وإبراهيم بن عبد الرفيع، وأبي زيد بن الإمام، وأخيه موسى، ورحل إلى المشرق في كنف وحشمة، فسمع بمكّة من عيسى الحجي وغيره، وبمصر من أبي الفتح بن سيّد


[١] انظر «إنباء الغمر» (١/ ٣١٧) .
[٢] انظر «إنباء الغمر» (١/ ٣٢٠) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ١٩٦) و «الدّيباج المذهب» ص (٣٠٥) طبع دار الكتب العلمية ببيروت، و «النجوم الزاهرة» (١١/ ١٩٦) و «الإحاطة» (٣/ ١٠٣- ١٣٠) .
[٣] تحرفت في «ط» إلى «الشدائي» .

<<  <  ج: ص:  >  >>