للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النّاس، وأبي حيّان، وغيرهما. وبدمشق من ابن الفركاح وغيره، وبالمدينة من الحسن بن علي الواسطي خطيب المدينة وغيره، واعتنى بذلك، فبلغت شيوخه ألفي شيخ، وكتب خطا حسنا، وشرح «الشفاء» و «العمدة» .

قال في «تاريخ غرناطة» : وكان مليح التّرسل، حسن اللقاء والحطّ [١] ، كثير التودّد، ممزوج الدّعابة بالوقار، والفكاهة بالتنسك [٢] ، غاصّ المنزل بالطلبة، مشارك في الفنون، اشتمل عليه [٣] السلطان أبو الحسن، وأقبل عليه إقبالا عظيما، فلما مات أفلت من النكبة في وسط سنة اثنتين وخمسين، ودخل الأندلس، فاشتمل عليه سلطانها، وقلّده الخطابة، ثم وقعت له كائنة بسبب قتيل اتّهم بمصاحبته، فانتهبت أمواله، وأقطعت رباعه، واصطفيت أمّ أولاده، وتمادى به الاعتقال إلى أن وجد الفرصة، فركب البحر إلى المشرق، وتقدّمه أهله وأولاده، فوصل إلى تونس، فأكرم إكراما عظيما، وفوضت إليه الخطابة بجامع السلطان، وتدريس أكثر المدارس، ثم قدم القاهرة، وأكرمه الأشرف شعبان، ودرّس بالشيخونية، والصّرغتمشية، والنجمية، وكان حسن الشكل، جليل القدر، وأجاز للجمال ابن ظهيرة، وذكره في «معجمه» .

ومن شعره:

أنظر إلى النّوّار في أغصانه ... يحكي النّجوم إذا تبدّت في الحلك

حيّا أمير المسلمين وقال قد ... عميت بصيرة من بغيرك مثّلك

يا يوسفا حزت الجمال بأسره ... فمحاسن الأيام تومئ هيت لك

أنت الذي صعدت به أوصافه ... فيقال فيه ذا [٤] مليك أو ملك

توفي- رحمه الله تعالى- في ربيع الأول.


[١] تصحفت في «آ» إلى «والحظ» .
[٢] في «الإحاطة» : «بالنّسك» .
[٣] في «آ» : «على» وهو خطأ.
[٤] في «آ» و «ط» : «إذا» والتصحيح من «الإحاطة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>