للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالعلم، فأخذ عن والده، ثم حمل عن القاضي عضد الدّين ولازمه اثنتي عشرة سنة، وأخذ عن غيره، ثم طاف البلاد، ودخل مصر والشام والحجاز والعراق، ثم استوطن بغداد، وتصدى لنشر العلم بها نحو ثلاثين سنة، وكان مقبلا على شأنه، معرضا عن أبناء الدنيا.

قال ولده: كان متواضعا بارّا لأهل العلم، وسقط من علّية فكان لا يمشي إلّا على عصا منذ كان ابن أربع وثلاثين سنة.

وقال ابن حجي: صنّف شرحا حافلا على «المختصر» وشرحا مشهورا على «البخاري» وغير ذلك، وحجّ غير مرّة، وسمع بالحرمين ودمشق والقاهرة، وذكر أنه سمع بجامع الأزهر على ناصر الدّين الفارقي.

وذكر الشيخ ناصر الدّين العراقي أنه اجتمع به في الحجاز، وكان شريف النّفس، مقبلا على شأنه، وشرح «البخاري» بالطائف وهو مجاور بمكة وأكمله ببغداد، وتوفي راجعا من مكة بمنزلة تعرف بروض مهنّا [١] في سادس عشر المحرم، ونقل إلى بغداد فدفن بها، وكان اتخذ لنفسه قبرا بجوار الشيخ أبي إسحاق الشّيرازي، وبنيت عليه قبة، ومات عن تسع وستين سنة.

وفيها شرف الدّين محمود بن عبد الله الأبطالي [٢]- باللام- الحنفي [٣] .

قدم دمشق، فأقام بها إلى أن ولي مشيخة السميساطية فباشرها مدة، ودرّس بالعزّية وتصدّر بالجامع، وكان من الصّوفية البسطامية.

مات في رمضان وولي بعده المشيخة القاضي برهان الدّين بن جماعة.


[١] لم أقف على ذكر لها فيما بين يدي من كتب البلدان.
[٢] في «إنباء الغمر» : «الأنطالي» .
[٣] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ١٨٣- ١٨٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>