للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان قوي النّفس عظيم الهمّة، مهابا، عفيفا في المباشرة، عمر أوقافها، وزاد معاليمها، وعرض عليه القضاء مرارا فامتنع، وكان حسن المعرفة بالفقه والعربية والأصول، وصنّف «شرح مشارق الأنوار» و «شرح البزدوي» و «الهداية» وعمل «تفسيرا» حسنا، وشرح «مختصر ابن الحاجب» وشرح «المنار» و «التلخيص» وغير ذلك.

قال ابن حجر: وما علمته حدّث بشيء من مسموعاته، وكانت رسالته لا تردّ مع حسن البشر والقيام مع من يقصده، والإنصاف، والتواضع، والتلطف في المعاشرة، والتنزّه عن الدخول في المناصب الكبار، وكان أرباب المناصب على بابه قائمين بأوامره، مسرعين إلى قضاء مآربه، وكان الظّاهر يبالغ في تعظيمه، حتّى إنه إذا اجتاز به لا يزال واقفا على باب الخانقاه إلى أن يخرج فيركب معه ويتحدث معه في الطريق، ولم يزل على ذلك إلى أن مات بمصر في ليلة الجمعة تاسع عشر رمضان، وحضر السلطان فمن دونه جنازته، وصلّى عليه عزّ الدّين الرّازي، ودفن بالخانقاه المذكورة.

وفيها محمد بن مكّي العراقي الرّافضي [١] .

كان عارفا بالأصول والعربية، فشهد عليه بدمشق بانحلال العقيدة واعتقاد مذهب النّصيريّة، واستحلال الخمر الصّرف، وغير ذلك من القبائح، فضربت عنقه بدمشق في جمادى الأولى، وضربت عنق رفيقه عرفة بطرابلس، وكان على معتقده.

وفيها الشيخ شمس الدّين محمد بن يوسف بن علي بن عبد الكريم الكرماني الشافعي [٢] ، نزيل بغداد.

ولد في سادس عشر جمادى الآخرة سنة سبع عشرة وسبعمائة، واشتغل


[١] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ١٨١) .
[٢] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ١٨٢) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ٢٤٥) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ٣٠٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>