فإنه كان منصفا، سريع التصور، وإنما كان يحتدّ على من لا يجاريه في مضماره. انتهى.
وقال ابن حجر: يقال: إنه سمّ مع أوحد الدّين بمصر. وتأخر عمل السمّ فيه إلى أن مات بدمشق بعد عوده في جمادى الأولى. وقد جاوز الخمسين، ودفن بمقبرة الصّوفية.
وفيها شاه شجاع بن محمد بن مظفّر اليزديّ [١] .
كان جدّه مظفّر صاحب درك يزد وكرمان في زمن أبي سعيد بن خربندا، ثم كان ابنه محمد، فقام مقامه، وأمنت الطرقات في زمنه، ولم يزل أمره يقوى حتّى ملك كرمان عنوة، انتزعها من شيخ بن محمود شاه، ثم تزوج محمد بن مظفّر امرأة من بنات الأكابر بكرمان، فقاموا بنصره، وفرّ شيخ إلى شيراز فحاصره محمد ابن مظفّر بها إلى أن ظفر به، فقتله واستقلّ بعد موت أبي سعيد بملك العراق كلّه، وأظهر العدل، وكان له من الأولاد خمسة: شاه ولي، وشاه محمود، وشاه شجاع، وأحمد، وأبو يزيد، فاتفقوا على والدهم، فكحلوه وسجنوه في قلعة من عمل شيراز، وذلك سنة ست وسبعمائة، فتولى شاه شجاع صاحب الترجمة شيراز، وكرمان، ويزد، وتولى شاه محمود أصبهان وغيرها، ومات شاه ولي، واستمرّ أحمد وأبو زيد في كنف شاه شجاع، ووقع الخلف بين شاه محمود وشاه شجاع، فآل الأمر إلى انتصار شاه شجاع، ومات شاه محمود، فاستولى شاه شجاع على أذربيجان، انتزعها من أويس، وكان شاه شجاع ملكا عادلا عالما بفنون من العلم، محبّا للعلم والعلماء، وكان يقرئ «الكشاف» والأصول، والعربية، وينظم الشعر بالعربي والفارسي، ويكتب الخطّ الفائق، مع سعة العلم والحلم والكرم، وكان قد ابتلي بترك الشبع، فكان لا يسير إلّا والمأكول على البغال صحبته، فلا يزال يأكل. ولما مات استقرّ ولده زين العابدين بعده إلى أن خرج عليه اللّنك فقتله وقتل أقاربه.
[١] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ١٩٨) و «الدّرر الكامنة» (٢/ ١٨٧) .