للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلّا بمشقة، وقد حدّث بالكثير، وسمع منه السّكّري، وابن العجمي، وابن حجي، وآخرون، وتوفي في ربيع الأول عن نحو تسعين سنة.

وفيها شمس الدّين أبو المجد محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن علي الحسني [١] ، نقيب الأشراف بحلب.

ذكره طاهر بن حبيب في «ذيل تاريخ أبيه» ، وأثنى عليه بالفضل الوافر، وحسن المجالسة، وطيب المحاضرة، ومات في الطّاعون الكائن بحلب، واتفق أنه قبضت روحه وهو يقرأ سورة يس.

وفيها الحافظ شمس الدّين، أبو بكر محمد بن المحبّ عبد الله بن أحمد ابن المحبّ عبد الله الصّالحي المقدسي الحنبلي المعروف بالصّامت [٢] الشيخ الإمام الحافظ الأصيل، بقية المحدّثين. سمّي بالصّامت لكثرة سكوته ووقاره.

سمع من عيسى المطعم، والقاضي تقي الدّين، وابن عبد الدائم، والقاسم بن عساكر. وقرأ على خالته زينب بنت الكمال كثيرا، وعلى أبيه، والمزّي، والبرزالي، والذهبي.

وذكره في «معجمه المختص» وقال: فيه عقل وسكون، وذهنه جيّد، وهمّته عالية في التحصيل.

وأثنى عليه الأئمة، وكان آخر من بقي من أئمة هذا الفنّ. وحدّث فسمع منه [٣] خلق كثير، منهم: الشيخ شمس الدّين بن عبد الهادي، سمع منه في سنة ثلاثين.

قال ابن حجر: كان كثير التقشف جدا، بحيث يلبس الثوب أو العمامة فيتقطع قبل أن يبدلها أو يغسلها، وربما مشى إلى البيت بقبقاب عتيق، وإذا بعد


[١] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ٢٧٠) .
[٢] انظر «المعجم المختص» ص (٢٣٥- ٢٣٦) و «إنباء الغمر» (٢/ ٢٧٠) و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٤٦٥) و «السحب الوابلة» ص (٣٩٣) .
[٣] تحرفت في «ط» إلى «من» .

<<  <  ج: ص:  >  >>