للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها، وقيل: في التي قبلها، وقيل: في سنة ست أو سبع، توفي أبو بردة عامر بن أبي موسى الأشعريّ.

قضى في الكوفة بعد شريح [١] ، وله مكارم ومآثر مشهورة.

وولي القضاء في البصرة بعده ابنه بلال، وكان ممدّحا.

وفيه يقول ذو الرّمّة:

رأيت [٢] النّاس ينتجعون غيثا [٣] ... فقلت لصيدح انتجعي بلالا [٤]

يعني بصيدح ناقته.

وأبو موسى وبنوه كلهم ولي القضاء.

وفيها، وقيل: قبلها، وقيل: بعدها، توفي فجأة [٥] الإمام الحبر العلّامة، أبو عمرو عامر بن شراحيل بن معبد الشّعبيّ، وهو من حمير، وعداده في همدان، ونسب إلى جبل باليمن، نزله حسّان بن عمرو الحميريّ هو وولده ودفن فيه، [وهو ذو شعبين] [٦] فمن كان منهم بالكوفة قيل لهم: شعبيون.

ومن كان منهم بمصر والمغرب قيل لهم: الأشعبون، والأشعوب [٧] ، ومن كان منهم بالشّام قيل لهم: شعبانيّون. ومن كان منهم باليمن قيل لهم: آل ذي شعبين. وكان نحيفا ضئيلا. وقيل له: مالنا نراك ضئيلا؟ قال: إني


[١] هو أبو أميّة شريح بن الحارث الكنديّ القاضي. انظر ترجمته في المجلد الأول من هذا الكتاب ص (٣٢٠- ٣٢٣) .
[٢] في «ديوان ذي الرّمّة» : «سمعت» ، ولكن لفظة «رأيت» وردت في إحدى النسخ كما ذكر محقق «الديوان» .
[٣] في الأصل: «عيشا» وهو تحريف وأثبت ما في المطبوع.
[٤] البيت في «ديوانه» (٣/ ١٥٣٥) .
[٥] في المطبوع: «فجاءة» .
[٦] ما بين حاصرتين زيادة من «وفيات الأعيان» لابن خلكان (٣/ ١٥) .
[٧] انظر «المعارف» لابن قتيبة ص (٤٥٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>