للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجمع كتابا في الفقه مع قصور في [١] فهمه. وكان يكتب خطا حسنا، ويقرأ في المحراب قراءة جيدة، ويخطب بجامع رأس العين.

مات في المحرم. انتهى.

وفيها بدر الدّين أبو اليمن محمد بن سراج الدّين عمر بن رسلان بن نصير الكناني المصري البلقيني الشافعي، سبط بهاء الدّين بن عقيل [٢] .

قال ابن قاضي شهبة في «طبقاته» : ولد في صفر سنة ست، وقيل سنة سبع وخمسين، وقدم دمشق مع والده سنة تسع وستين وهو مراهق، وقد حفظ عدة كتب فعرضها على مشايخ الشام إذ ذاك، وأجاز له جماعة [٣] من أصحاب البخاري، وابن القوّاس، وغيرهم، وأخذ عن والده وعن غيره من علماء عصره، منهم: جدّه الشيخ بهاء الدّين، وجمال الدّين الإسنوي، وتقدم وتميّز، وفاق أقرانه باجتهاده وجودة ذهنه، ودرّس واشتغل وأفتى، ونزل له والده عن قضاء العسكر في شعبان سنة تسع وسبعين، وكان حسن الذات، مليح الصّفات، وكان يكثر البحث مع والده ويعارضه، وكان والده يسرّ بذلك كثيرا.

وقد ذكر له الأديب زين الدّين طاهر بن حبيب ترجمة حسنة، وقال: كان كلفا بالجود لا متكلفا، مطبوعا على مكارم الأخلاق لا متطبعا، وأخذ الفقه عن والده شيخ الإسلام، وبرع فيه، إلى أن روت عنه أفواه المحابر وألسنة الأقلام، وشارك أهل العلوم. فكان لهم منه أوفى نصيب، وجامل أرباب الفنون فظهر لهم بكل معنى غريب، ثم دوّن العلم الشريف، وكرّس، وباشر الوظائف الجليلة، وأفتى [٤] ودرّس، وتولى قضاء العسكر بالدّيار المصرية، واستمرّ إلى أن تطاولت إليه يد القضاء


[١] لفظة «في» سقطت من «ط» .
[٢] انظر «إنباء الغمر» (٢/ ٣٧٦) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ١٠٥) و «النجوم الزاهرة» (١١/ ٣٨٩) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٣/ ٢٣٣) وقد تصحفت «الكناني» فيه إلى «الكتاني» بالتاء و «معجم المؤلفين» (١١/ ٨٢) .
[٣] لفظة «جماعة» سقطت من «ط» .
[٤] لفظة «وأفتى» سقطت من «آ» .

<<  <  ج: ص:  >  >>