للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكانت إليه الرحلة في زمانه. وصنّف التصانيف النافعة منها «شرح التّنبيه» في أربعة وعشرين سفرا، أثابه الملك الأشرف على إهدائه إليه أربعة وعشرين ألف دينار ببلادهم، يكون قدرها ببلادنا أربعة آلاف دينار، وله «المعاني الشريفة» و «بغية الناسك في المناسك» و «خلاصة الخواطر» وغير ذلك.

ولّي قضاء الأقضية بزبيد دهرا.

قال ابن حجر: قال لي الجمال المصري: كان الرّيمي كثير الازدراء بالنّووي، فرأيت لسانه في مرض موته قد اندلع [١] واسودّ، فجاءت هرة فخطفته فكان ذلك آية للناظرين. انتهى. توفي في أوائل المحرم، وقيل: في أول صفر بزبيد قاضيا بها.

وفيها شمس الدّين أبو [٢] عبد الله محمد بن سليمان الصّرخدي [٣] الشافعي الإمام العلّامة المصنّف الجامع بين أشتات العلوم.

أخذ [٤] العلوم عن مشايخها، وممن أخذ عنه شمس الدّين بن قاضي شهبة، والعماد الحسباني. وكان أجمع أهل البلد لفنون العلم. أفتى ودرّس، وأشغل وصنّف، غير أن لسانه كان قاصرا، وقلمه أحسن من لسانه، وكان حظّه من الدنيا قليلا، لم يحصل له شيء من المناصب، وإنما درّس بالتقوية والكلّاسة نيابة له، وتصدّر بالجامع، وكان ينصر مذهب الأشعري كثيرا ويعادي الحنابلة، وصنّف «شرح المختصر» ثلاثة أجزاء، واختصر «إعراب» السفاقسي. واعترض عليه [٥] في مواضع، واختصر «قواعد العلائي» و «التمهيد» للإسنوي واعترض عليهما في مواضع، واختصر «المهمات» وله غير ذلك. وكتب الكثير بخطّه


[١] في «ط» : «انزلع» وهو تحريف. واندلع اللسان: خرج. «القاموس المحيط» (دلع) .
[٢] في «آ» : «ابن» وهو تحريف.
[٣] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ٤٨) وفيه: «محمد بن عبد الله» ، و «الدّرر الكامنة» (٣/ ٤٤٩) .
[٤] لفظة «أخذ» سقطت من «آ» .
[٥] في «ط» : «عليهما» وهو تحريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>