للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في العلوم، وتفنّن، وأفتى، ودرّس، وناب في القضاء عن حموه قاضي القضاة موفق الدّين مدة طويلة، ثم استقلّ بالقضاء بعد وفاته سنة تسع وستين، وكانت مباشرته للقضاء نيابة واستقلالا ما يزيد على ست وأربعين سنة، وكان من القضاة العدول، مثابرا على التهجد بالليل، ودرّس بالشيخونية، وحدّث.

قال ابن حجر: كان دينا [١] ، عفيفا، مصونا، صارما، مهيبا، محبا في الطّاعة والعبادة. وحدّث ودرّس وأفاد، وأجاز لي بعد أن قرأت عليه شيئا.

انتهى.

توفي ليلة الأربعاء حادي عشري شعبان بالقاهرة ودفن عند حموه قاضي القضاة موفق الدّين خارج باب النصر، وحضر جنازته نائب السلطنة سودون والحجّاب والقضاة والأعيان، وغيرهم.

وفيها أبو تاشفين بن أبي حمو موسى يوسف [٢] التّلمساني [٣] آخر بني عبد الواد.

خرج على أبيه وحاربه، وجرت له معه خطوب وحروب، إلى أن قتل أبوه في محرم سنة اثنتين وتسعين، وأسر أخوه أبو عمر فقتله [٤] هو، وملك تلمسان، وصار [٥] يخطب لصاحب فاس لكونه نصره على أبيه ويقوم له كل سنة بمال، إلى أن قام أبو زبّان بن أبي حمو، فجمع جموعا، ونزل على تلمسان فحصرها، فكاده أخوه، وفرّق جمعه، ووفد على صاحب فاس فجهّز معه عسكرا، فمات أبو تاشفين صاحب الترجمة في شهر رمضان، فأقام وزيره أحمد بن العزّ ولده، فسار إليهم يوسف بن أبي حمو فقتل الصّبي والوزير، فخرج صاحب فاس إلى تلمسان


[١] لفظة «ديّنا» سقطت من «آ» .
[٢] في «آ» و «ط» : «أبو تاشفين موسى بن أبي حمد يوسف» وأثبت ما في «إنباء الغمر» مصدر المؤلف.
[٣] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ١٩٢- ١٩٣) .
[٤] في «ط» : «فقتل» .
[٥] في «ط» : «فصار» .

<<  <  ج: ص:  >  >>