للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها شمس الدّين أبو عبد الله محمد بن عبد القادر بن محيي الدّين عثمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور الجعفري النّابلسي الحنبلي [١] المعروف بالجنّة، الإمام العلّامة.

ولد بنابلس سنة سبع وعشرين تقريبا، وسمع بها من الإمام شمس الدّين أبي محمد عبد الله بن محمد بن يوسف، وسمع على الحافظ صلاح الدّين العلائي، والشيخ إبراهيم الزّيتاوي وغيرهم مما لا يحصى كثرة، ورحل إلى دمشق، فسمع بها، وكان من الفضلاء الأكابر، وكان يلقّب بالجنّة لكثرة ما عنده من العلوم لأن الجنّة فيها ما تشتهي الأنفس، وكان عنده ما تشتهي أنفس الطلبة، وانتهت إليه الرحلة في زمانه، ولما مات ولده قاضي القضاة شرف الدّين عبد القادر المتقدم ذكره حصل له عليه اختلاط وسلب عقله، واستمرّ على ذلك إلى أن مات ببلده نابلس في شوال. وله مصنّفات حسنة، منها «مختصر طبقات الحنابلة» ومنها «تصحيح الخلاف المطلق في المقنع» مطولا ومختصرا و «مختصر كتاب العزلة» لأبي سليمان الخطّابي، وقطعة من «تفسير القرآن العظيم» من أوله، وشرع في شرح «الوجيز» وصحب ابن قيّم الجوزية، فقرأ عليه أكثر تصانيفه، وكان خطّه حسنا جدا.

وفيها نور الدّين علي بن عبد الرحمن بن عبد المؤمن الهوريني [٢] .

سمع من الزّين الأسواني «الشفاء» للقاضي عياض، وحدّث عنه، وعن الوادي آشي، وقد ولي أبوه قضاء المدينة، وولي هو مشيخة خانقاه قوصون، وكان مشكورا، وتزوج ببنت القاضي فخر الدّين القاياتي، وعاش القاياتي بعده مدة، وناب في الحكم، وكان قد حفظ كتبا منها «الشفاء» و «الإلمام» و «المقامات» وعرضها. وتوفي في رجب.


[١] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ٢٧٢) و «الدّرر الكامنة» (٤/ ٢٠) و «السحب الوابلة» ص (٣٨٨) و «غاية النهاية» (٢/ ١٧٣) .
[٢] انظر «إنباء الغمر» (٣/ ٢٦٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>