للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجاد فكرك في بحار علومه ... سبحا لأنّك من بني العوّام

وكان عاقلا، متودّدا، موسّعا عليه في المال، سليم الصّدر، طاهر الذيل، قليل الكلام، لم يؤذ أحدا بقول ولا فعل، وعاشر النّاس بجميل فأحبوه، شرح «التسهيل» و «مختصر ابن الحاجب» ، وتوفي في أول شهر رمضان.

وفيها الملك الظّاهر برقوق بن آنص [١] بن عبد الله الجركسي العثماني [٢] .

ذكر الخواجا عثمان الذي أحضره من بلاد الجركس أنه اشتراه منه يلبغا الكبير، واسمه حينئذ الطنبغا، فسمّاه برقوقا لنتوء في عينيه، فكان في خدمة يلبغا من جملة المماليك الكتابية، ثم كان فيمن نفي إلى الكرك بعد قتل يلبغا، ثم اتصل بخدمة منجك نائب الشام، ثم حضر معه إلى مصر، ثم اتصل بخدمة الأشرف شعبان، فلما قتل الأشرف ترقى برقوق إلى أن أعطي إمرة أربعين، وكان هو وجماعة من إخوته في خدمة إينبك [٣] ثم [٤] ، لما قام طلقتمر [٥] على اينبك، وقبض عليه ركب بركة، وبرقوق ومن تابعهما على المذكور، وأقاما طشتمر العلائي مدبرا لمملكة أتابكا واستمروا [٦] في خدمته إلى أن قام عليه مماليكه في أواخر سنة تسع وسبعين، فآل الأمر إلى استقلال بركة وبرقوق في تدبير المملكة بعد القبض على طشتمر، فلم تطل الأيام حتّى اختلفا وتباينت أغراضهما، وقد سكن برقوق في الاصطبل السلطاني، وأول شيء صنعه أن قبض على ثلاثة من أكابر الأمراء كانوا من أتباع بركة، فبلغه ذلك، فركب على برقوق، ودام الحرب بينهما أياما، إلى أن قبض على بركة وسجنه بالإسكندرية، وانفرد برقوق بتدبير المملكة إلى أن دخل شهر رمضان سنة أربع وثمانين، تم له أمر الاستقلال [٧] بالملك فجلس على تخت


[١] في «آ» و «ط» : «ابن أنس» وما أثبته من مصادر الترجمة.
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٤/ ٥٠) و «الضوء اللامع» (٣/ ١٠- ١١) و «الدليل الشافي» (١/ ١٨٧) .
[٣] كذا في «آ» و «ط» و «إنباء الغمر» : «إينبك» وفي «الضوء اللامع» : «أيبك» .
[٤] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «شم» بالشين.
[٥] في «آ» و «ط» : «طلعتمر» بالعين والتصحيح من مصدري الترجمة.
[٦] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «واشتهروا» والتصحيح من مصدري الترجمة.
[٧] في «ط» : «الأمر استقلالا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>