للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد سنة ثمان عشرة وسبعمائة، وطلب الحديث والقراءات، وسمع ما لا يحصى ممن لا يحصى، وجمع شيئا كثيرا، بحيث كان لا يذكر له «جزء» حديثي إلّا ويخرّج سنده من ثبته عاليا أو نازلا. وذكر أن سبب كثرة مروياته وشيوخه أنه كان إذا قدم الركب مكّة طاف على الناس في رحالهم ومنازلهم يسأل من له رواية أو حظ من علم، فيأخذ عنه مهما استطاع، وكتب بخطّه ما لا يحصى من كتب الحديث، والفقه، والأصول، والنحو، وغيرها. وخطّه رديء، وفهمه بطيء، وأوهامه كثيرة.

قال ابن حجر: سمعت منه بمكة وقد أقرأ القراءات بها وتغير بأخرة تغيّرا يسيرا. وكان ضابطا للوفيات، محبا للمذاكرة.

مات في صفر. انتهى.

وفيها شمس الدّين محمد بن علي بن يعقوب الشّافعي النّابلسي الأصل، نزيل حلب [١] .

ولد سنة بضع وخمسين وسبعمائة، وكان فقيها مشاركا في العربية والميقات، وحفظ أكثر «المنهاج» و «التمييز» للمازري، وأكثر «الحاوي» و «العمدة» و «الشّاطبية» و «التسهيل» و «مختصر ابن الحاجب» و «منهاج البيضاوي» وغيرها.

وكان يكرّر عليها.

قال البرهان المحدّث بحلب: كان سريع الإدراك، محافظا على الطّهارة، سليم اللّسان، صحيح العقيدة، لا أعلم بحلب أحدا من الفقهاء على طريقته.

مات في تاسع عشر ربيع الآخر.

وفيها بدر الدّين محمد بن جمال الدّين محمد بن أحمد بن طوق الطّواويسي [٢] الكاتب.

سمع بعناية زوج أخته الحافظ شمس الدّين الحسيني من أصحاب الفخر


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٤/ ٨٨) و «الضوء اللامع» (٨/ ٢٢٥) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٤/ ٨٩) و «الضوء اللامع» (٩/ ٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>