للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن حجر: أخذ عن الشّهاب بن المرحّل، والجمال بن هشام، وغيرهما. ومهر في العربية، وأشغل الناس فيها. وكان جلّ ما عنده حلّ «الألفية» .

وفيه دعابة.

مات في ربيع الأول وقد بلغ الثمانين.

وفيها برهان الدّين أبو محمد إبراهيم بن موسى بن أيوب الأبناسي [١] الشافعي، نزيل القاهرة.

ولد سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وسمع من الوادي آشي، وأبي الفتح الميدومي، ومغلطاي، وبه تخرّج، وغيرهم، واشتغل في الفقه، والحديث، والأصول، والعربية، وتفقه بالإسنوي، والمنفلوطي، وغيرهما. ودرّس بعدة أماكن، واتخذ بظاهر القاهرة مدرسة فأقام بها يحسن إلى الطلبة ويجمعهم على الفقه، ورتّب لهم ما يأكلون، وسعى لهم في الأرزاق، حتّى صار كبار الطلبة بالقاهرة من تلامذته، وممن أخذ عنه الفقه ابن حجر العسقلاني.

وكان متقشفا، عابدا، طارحا للتكلف، وعين للقضاء فتوارى، وتفاءل بالمصحف خرج له قال رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ١٢: ٣٣ [يوسف: ٣٣] ، ولم يزل على طريقته الحسنة إلى أن حجّ، فتوفي راجعا في المحرّم، ودفن بعيون القصب، ورثاه الزّين العراقي بأبيات دالية.

وفيها القاضي برهان الدّين أبو إسحاق إبراهيم بن قاضي القضاة نصر الله ناصر الدّين أبي الفتح بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن نصر الله بن أحمد العسقلاني الأصل ثم المصري الكناني [٢] الحنبلي. الإمام العالم.

ولد في رجب سنة ثمان وستين وسبعمائة، وأخذ العلم عن أبيه وغيره، ونشأ على طريقة حسنة، وناب عن والده، ثم استقلّ بالقضاء في الديار المصرية بعد


[١] تنبيه: سبق أن ترجم له المؤلف في سنة (٨٠١ هـ) ص (١٢) من هذا المجلد فلتراجع.
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٤/ ١٨٤) و «الضوء اللامع» (١/ ١٧٩) و «المقصد الأرشد» (١/ ٢٣٩) و «الدليل الشافي» (١/ ٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>