للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها أبو طاهر أحمد بن محمد الأخوي الخجندي الحنفي [١] ، نزيل المدينة، الإمام العلّامة.

حدّث بجزء عن عزّ الدين بن جماعة، وأشغل الناس بالمدينة أربعين سنة، وانتفع به لدينه وعلمه، وتوفي وقد جاوز الثمانين.

وفيها القاضي مجد الدّين إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن علي بن موسى قاضي القضاة الكنانيّ البلبيسيّ [٢] الحنفي، قاضي مصر.

ولد ليلة السابع من شعبان سنة تسع وعشرين وسبعمائة، وسمع من عبد الرحمن بن عبد الهادي، وعبد الرحمن ابن الحافظ المزّي، وصدر الدّين الميدومي، وخلائق، وتفقه فبرع في الفقه، والأصلين، والفرائض، والحساب، والأدب وشارك في عدة علوم، كالحديث، والنحو، والقراءات [٣] ، وباشر في مبدأ أمره توقيع الحكم مدة طويلة، ثم ولي نيابة الحكم بالقاهرة مرارا ثم استقلّ بقضاء قضاء الحنفية بها، وكان إماما، بارعا، متفننا [٤] ، فكه المحاضرة، بهج الزّي، له يد في النّظم والنثر، وله ديوان شعر في مجلد منه:

إن كنت يوما كاتبا لرقعة ... تبغي بها نجح وصول الطّلب

إياك أن تغرب في ألفاظها ... فتكتسي حرفة أهل الأدب.

ومنه:

لا تحسبنّ الشّعر فضلا بارعا ... ما الشّعر إلّا محنة وخبال

فالهجو قذف والرّثاء نياحة ... والعتب ضغن والمديح سؤال

قال المقريزي: وشعره كثير وأدبه غزير، وفضله جمّ غير يسير، ولقد صحبته


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٤/ ١٥٤) و «الضوء اللامع» (٢/ ١٩٤) و «الطبقات السّنية» (٢/ ٨٩) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٤/ ١٥٨) و «الضوء اللامع» (٢/ ٢٨٦) و «الطبقات السّنية» (٢/ ١٧٥- ١٧٦) و «حسن المحاضرة» (١/ ٤٧٢) .
[٣] في «آ» : «والقرآن» .
[٤] في «آ» : «مفننا» .

<<  <  ج: ص:  >  >>