للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان أبان أبرص، أحول، يلقب: بقيعا [١] . وكانت عنده أمّ كلثوم بنت عبد الله بن جعفر، خلف عليها بعد الحجّاج.

وعقبه كثير، منهم: عبد الرّحمن بن أبان [و] كان [عابدا] مجتهدا [٢] يحمل عنه الحديث. انتهى.

وفيها توفي أبو صخر كثيّر بن عبد الرّحمن صاحب عزّة، وإنما صغّر لشدة قصره، وكان يحمق، وهو من غلاة الشيعة الموقنين بالرّجعة [٣] وكان بمصر، وعزّة بالمدينة، فسافر ليجتمع بها، فلقيها في الطريق متوجهة إلى مصر، وجرى بينهما كلام طويل، ثم تمت في سفرها إلى مصر، وتأخر كثيّر بعدها مدّة ثم عاد إلى مصر، فجاء والنّاس منصرفون من جنازتها.

وروي أن عزّة دخلت على أمّ البنين ابنة عبد العزيز أخت عمر بن عبد العزيز، وزوجة الوليد بن عبد الملك، فقالت لها: رأيت قول كثيّر:

قضى كلّ ذي دين فوفّى غريمه [٤] ... وعزّة ممطول معنّى غريمها [٥]

[فقالت] : ما هذا الدّين؟ قالت [٦] : وعدته قبلة فتحرّجت [٧] منها، فقالت


[١] في الأصل، والمطبوع: «بقنعة» ، وهو تحريف، والتصحيح من «المعارف» لابن قتيبة ص (٢٠١) ط د. ثروة عكاشة، وهو كذلك في «المعارف» ص (٨٦) ط الصّاوي.
[٢] ما بين حاصرتين زيادة من «المعارف» ط د. ثروة عكاشة، وط الصاوي، ولفظة «مجتهدا» سقطت من «المعارف» ط د. ثروة عكاشة، فتستدرك فيه.
[٣] أي رجعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الدّنيا، وذلك باطل لا حجة له في الشريعة الإسلامية. وانظر «سير أعلام النبلاء» للذهبي (٥/ ١٥٢- ١٥٣) والتعليق عليه للأستاذ الشيخ شعيب الأرناؤوط حفظه الله تعالى.
[٤] رواية البيت في «تاريخ دمشق» لابن عسكر (تراجم النساء) ص (٤٨١) : «قضى كل ذي دين علمت غريمه» .
[٥] البيت في «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني (٩/ ٢٥) ط دار الكتب، و «وفيات الأعيان» (٤/ ١٠٩) .
[٦] في الأصل، والمطبوع: «فقالت» ، وأثبت ما في «وفيات الأعيان» لابن خلكان (٤/ ١٠٨) الذي ينقل المؤلف رحمه الله عنه.
[٧] في «وفيات الأعيان» : «فحرجت» وما في كتابنا موافق لما في «تاريخ دمشق» لابن عساكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>