للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمّ البنين: أنجزيها وعليّ إثمها، فقيل: إنّ أمّ البنين أعتقت عن ذلك رقابا [١] .

ويقال: إنه لما سمحت له بالقبلة، قبّلها في فمها، وقذف من فمه إلى فمها بلؤلؤة ثمينة [٢] ، وكان لكثيّر غلام عطار بالمدينة، فباع من عزّة ونسوة معها نسيئة، ثم علم أنها عزّة فأبرأها، فعلم كثيّر، فأعتقه ووهبه العطر الذي عنده.

وحكي أن عبد الملك حين أراد الخروج لقتال مصعب بن الزّبير، عرضت له زوجته عاتكة بنت يزيد بن معاوية، فلم يقبل منها، فبكت وبكى حشمها، فقال عبد الملك: قاتل الله كثيّرا كأنه رأى موقفنا هذا بقوله:

إذا ما أراد الغزو لم يثن عزمه ... حصان عليها نظم درّ يزينها [٣]

نهته فلمّا لم تر النّهي [٤] عاقه ... بكت فبكى مما شجاها قطينها [٥]

والقطين: الخدم [٦] .

وذكر أن كثيّرا كان يهوى كل حسن، إما لشبهة بعزّة، أو استقلالا، ولهذا يقال: فلان كثيّريّ المحبّة، أي يحب كلّ من يعرض له لا يتقيد بمحبوب معين، بخلاف العامري.


[١] في «تاريخ دمشق» : «سبعين رقبة» ، وفي «وفيات الأعيان» : «أربعين رقبة» .
[٢] قوله: «ويقال: إنه لما سمحت له بالقبلة، قبلها في فمها، وقذف من فمه إلى فمها بلؤلؤة ثمينة» لم يرد في «وفيات الأعيان» بتحقيق الأستاذ الدكتور إحسان عبّاس، ولعلّ ابن العماد نقل هذا الكلام من نسخة أخرى من «وفيات الأعيان» لم يقف عليها الدكتور عبّاس، أو أنه نقله من مصدر آخر.
[٣] رواية البيت في «الأغاني» :
إذا ما أراد الغرو لم تثن همّه ... حصان عليها عقد درّ يزينها
[٤] في الأصل، والمطبوع: «لم ير النهي» وهو تحريف والتصحيح من «الأغاني» و «وفيات الأعيان» .
[٥] البيتان في «الأغاني» لأبي الفرج الأصفهاني (٩/ ٢١) ، و «وفيات الأعيان» (٤/ ١٠٨) .
[٦] قال ابن منظور: القطين: الخدم والأتباع والحشم، وفي «التهذيب» : الحشم الأحرار.
والقطين المماليك. والقطين: الإماء. «لسان العرب» (قطن) .

<<  <  ج: ص:  >  >>