للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدولة بالإسكندرية، ثم سكن القاهرة، وكان حادّ [١] الذهن، وبرع في الفقه والأصول، وولي حسبة القاهرة مرارا ووكالة بيت المال، مع الكسوة. ثم نظر الجيش، وسعى في القضاء فلم يتمّ له، ودفع في كتابة السرّ قنطارا من الذهب وهو عشرة آلاف دينار فلم يتفق له، وقبض عليه ثم أفرج عنه، وولي قضاء الإسكندرية، فلم يلبث أن مات بها مسموما في المحرّم.

وفيها بدر الدّين محمد بن محمد بن عبد البرّ بن يحيى بن علي بن تمّام السّبكي الخزرجي الشافعي [٢] .

أسمع في صغره من ابن أبي اليسر، ونفيسة بنت الخبّاز، وعلى ابن العزّ عمر، وغيرهم، واشتغل بالفقه والأصول، وولي القضاء مرارا وفوض [٣] له قضاء الشام لكن عزل قبل أن يتوجّه إليه، وولي خطابة الجامع بعد ابن جماعة، ودرّس بالأتابكية بدمشق، وكان لين الجانب، قليل الحرمة في مباشرته، وكان بخيلا بالوظائف وغيرها، مع حسن خلق وفكاهة، كثير الإنصاف، وإذا وقع عليه البحث لا يغضب بخلاف والده، واستقرّ في يده تدريس الشافعي إلى أن مات في ربيع الآخر وقد جاوز السبعين.

وفيها أبو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن عرفة الورغميّ التونسي المالكي [٤] شيخ الإسلام بالمغرب.

سمع من ابن عبد السلام الهوّاري [٥] والوادي آشي، وابن سلمة، وغيرهم.

واشتغل بالفنون.

قال ابن ظهيرة في «معجمة» [٥] إمام علّامة.


[١] في «آ» و «ط» : «حديد» والتصحيح من مصدري الترجمة.
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٤/ ٣٣٣) و «الضوء اللامع» (٩/ ٨٨) و «الدرس في تاريخ المدارس» (١/ ١٣٥)
[٣] تحرفت في «آ» و «ط» إلى «وفرض» والتصحيح من «إنباء الغمر» .
[٤] ترجمته في «إنباء الغمر» (٤/ ٣٣٦) و «الضوء اللامع» (٩/ ٢٤٠) و «نيل الابتهاج على هامش الديباج» ص (٢٧٤) .
[٥، ٥] ما بين الرقمين سقط من «آ» وأثبته من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>