للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولد بتونس سنة ست عشرة وسبعمائة، وقرأ بالروايات على ابن سلمة وغيره، وبرع في الأصول، والفروع، والعربية والمعاني، والبيان، والفرائض، والحساب، وسمع من الوادي آشي «الصحيحين» .

وكان رأسا في العبادة، والزّهد، والورع، ملازما للشغل بالعلم. رحل إليه الناس، وانتفعوا به، ولم يكن بالعربية من يجري مجراه في التحقيق، ولا من اجتمع له في العلوم ما اجتمع له. وكانت الفتوى تأتي إليه من مسافة شهر، وله مؤلفات مفيدة، منها «المبسوط في المذهب» في سبعة أسفار، و «مختصر الحوفي» في الفرائض.

وقال ابن حجر: أجاز لي، وكتب لي خطه لما حجّ. وعلّق عنه بعض أصحابه كلاما في التفسير كثير الفوائد في مجلدين.

وتوفي ليلة الخميس الرابع والعشرين من جمادى الآخرة ولم يخلّف بعده مثله.

وفيها بدر الدّين محمد بن محمد [١] بن محمد [١] بن عمر بن الفقيه أبي بكر بن قوام الصّالحي [٢] .

قال ابن حجر: كان ديّنا، خيّرا، به طرش كثير. سمع الكثير من الحجّار وإسحاق الآمدي وغيرهما، فقرأنا عليه شبيها بالأذان، وكنا نتحقق أنه يسمع ما نقرؤه بامتحانه تارة وبصلاته على النّبيّ- صلى الله عليه وسلم- أخرى، وبالرّضا عن الصحابة كذلك.

مات في شعبان متحرقا بدمشق وقد جاوز الثمانين انتهى.

وفيها محبّ الدّين محمد بن محمد بن محمد بن منيع الصالحي المؤقت المعروف بالورّاق [٣] .


[١، ١] ما بين الرقمين سقط من «آ» وأثبته من «ط» .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٤/ ٣٣٩) و «الضوء اللامع» (٩/ ٢٦٢) .
[٣] ترجمته في «إنباء الغمر» (٤/ ٣٤٠) و «الضوء اللامع» (١٠/ ٦) .

<<  <  ج: ص:  >  >>