للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ودخل دمشق، وأخذ عن البهاء المصري، والتّقي والتاج السّبكيّين، وغيرهم، وأذن له البدر محمود بن علي بن هلال في الإفتاء، وأخذ عن القطب التّحتاني [١] ، وصنّف تصانيف في عدة فنون، وكتب على أسئلة من عدة علوم، وله مناقشة على «جمع الجوامع» وذكر أنه شرحه، واختصر «القوت» للأذرعي، وله «تعليق على الشرح الكبير» للرافعي، ونظم في العربية أرجوزة سمّاها «قضم الضّرب في نظم كلام العرب» .

وتوفي في نصف ذي الحجّة.

وفيها كمال الدّين أبو البقاء محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدّميري [٢]- بالفتح والكسر، نسبة إلى دميرة قرية بمصر- الشافعي العلّامة.

ولد في أوائل سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، وتفقه على الشيخ بهاء الدّين أحمد السّبكي، والشيخ جمال الدّين الإسنوي، والقاضي كمال الدّين النّويري المالكي، وأجازه بالفتوى والتدريس، وأخذ الأدب عن الشيخ برهان الدّين القيراطي، وبرع في الفقه، والحديث، والتفسير، والعربية، وسمع «جامع الترمذي» على المظفّر العطّار المصري، وعلى علي بن أحمد الفرضي الدمشقي «مسند أحمد بن حنبل» بفوت يسير، وسمع بالقاهرة من محمد بن علي الحراوي وغيره، ودرّس في عدة أماكن، وكان ذا حظّ من العبادة تلاوة وصياما ومجاورة بالحرمين، ويذكر عنه كرامات كان يخفيها، وربما أظهرها وأحالها على غيره، وصنّف «شرح المنهاج» في أربع مجلدات، ونظم في الفقه أرجوزة طويلة، وله كتاب «حياة الحيوان» كبرى وصغرى ووسطى، أبان فيها عن طول باعه وكثرة اطلاعه، وشرع في «شرح ابن ماجة» [٣] فكتب مسودة وبيّض بعضه، ودرّس بالأزهر وبمكة المشرّفة، وتزوج بها في بعض مجاوراته، ورزق فيها أولادا.


[١] تقدمت ترجمته في المجلد الثامن ص (٣٥٥) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٥/ ٣٤٧) و «الطبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٤/ ٧٧- ٧٩) و «الضوء اللامع» (١٠/ ٥٩) و «حسن المحاضرة» (١/ ٤٣٩) .
[٣] يعني «سنن ابن ماجة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>