للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصّدر المناوي يعظّمه، وعجز بأخرة وتغيّر قليلا، مع استحضاره للعلم جيدا، جاوز الثمانين. قاله ابن حجر.

وفيها زين الدّين أبو هريرة عبد الرحمن بن يوسف بن أحمد بن الحسن بن سليمان بن فزارة بن محمد بن يوسف الكفري الحنفي [١] ، قاضي القضاة.

قال في «المنهل الصافي» : ولد سنة خمسين وسبعمائة تقريبا، وأحضر على محمد بن إسماعيل بن الخبّاز، وسمع على بشر بن إبراهيم بن محمود بن البعلي، وتفقه بعلماء عصره، حتّى برع في الفقه والأصلين والعربية، وشارك في عدة فنون، وأفتى، ودرّس، وتولى قضاء القضاة بدمشق هو وأبوه وأخوه وجدّه، وهم بيت علم وفضل ورئاسة، ثم قدم القاهرة بعد سنة ثلاث وثمانمائة، وولي قضاءها مدة وحمدت سيرته، وأفتى ودرّس بها، ولازم الاشتغال والإشغال إلى أن توفي ثالث ربيع الآخر. انتهى.

وفيها جمال الدّين أبو حفص عمر بن إبراهيم بن محمد بن عمر بن عبد العزيز ابن أبي جرادة، قاضي القضاة ابن العديم، الحنفي العقيلي الحلبي [٢] .

ولد بحلب سنة ستين أو إحدى وستين وسبعمائة، ونشأ بها، وتفقه وبرع، وتولى قضاء العسكر بها، ثم استقلّ بقضائها سنة أربع وتسعين، وأفتى، ودرّس، وشارك في العربية والأصول والحديث، وسمع من ابن حبيب وابنه، وباشر القضاء بحرمة وافرة، وكان رئيسا محترما، من بيت علم وفضل ورئاسة.

قال ابن حجر: قدم القاهرة غير مرة، وفي الآخر استوطنها لما طرق التتار البلاد الشامية وأسر مع من أسر، ثم خلّص بعد رجوع اللّنك، فقدم القاهرة في شوال- أي سنة ثلاث وثمانمائة- ثم سعى، وولي قضاء القضاة بها في سادس


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٦/ ٣٣ و ١١٨) و «الضوء اللامع» (٤/ ١٥٩) و «الدليل الشافي» (١/ ٤٠٨) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٦/ ١٢٢) و «الضوء اللامع» (٦/ ٦٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>