للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيها جمال الدّين يوسف بن أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر بن قاسم البيري ثم الحلبي [١] ، نزيل القاهرة.

ولد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة، وكان أبوه خطيب ألبيرة، فصاهر الوزير شمس الدّين عبد الله بن سحلول، فنشأ جمال الدّين في كنف خاله، وكان أولا بزي الفقهاء، وحفظ القرآن، وكتبا في الفقه والعربية، وسمع من ابن جابر الأندلسي قصيدته «البديعية» وعرض عليه «ألفية ابن معطي» ، وأخذ عنه شرحها له بحلب، ثم قدم مصر بعد سنة سبعين وهو بزي الجند، فتنقلت به الأحوال بها إلى أن باشر الوزارة مع عدة وظائف كبار، وصار هو مرجع الإقليمين المصري والشامي، لا يتمّ أمر من أمورهما وإن قلّ إلّا بمعرفته وإرادته، ولم يبق فوق منصبه إلّا الملك، مع أنه كان ربما مدح باسم السلطنة فلا يغير ذلك ولا ينكره، ثم آل أمره إلى أن قتل في جمادى الآخرة.

قال ابن حجر: ولقد رأيت له مناما صالحا بعد قتله، حاصله أني ذكرت وأنا في النوم ما كان فيه، وما صار إليه، وما ارتكب من الموبقات، فقال لي قائل: «إن السّيف محّاة للخطايا» [٢] فلما استيقظت اتفق أني نظرت هذا اللفظ بعينه في «صحيح ابن حبّان» في أثناء حديث، فرجوت له بذلك الخير.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٦/ ١٩٨) و «الضوء اللامع» (١٠/ ٢٩٤) .
[٢] هو جزء من حديث طويل رواه ابن حبان في «صحيحه» رقم (٤٦٦٣) في الجهاد، باب فضل الشهادة، وإسناده حسن. ورواه أحمد في «المسند» (٤/ ١٨٥) والدارمي في «سننه» رقم (٢٤١١) في الجهاد، باب في صفة القتل في سبيل الله، وأبو داود الطيالسي رقم (١٢٦٧) ومن طريقه البيهقي في «السنن الكبرى» (٩/ ١٦٤) والطبراني (١٧/ ٣١٠ و ٣١١) وذكره الحافظ الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٥/ ٢٩١) وقال: ورجال أحمد رجال الصحيح، خلا أبي المثنى الأملوكي، وهو ثقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>