للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأستادار في التكلم في المملكة فإنه كان قريبه من قبل الأم، وسافر من حلب إلى القاهرة، فبالغ جمال الدّين في إكرامه، وجهّزه إلى الحجاز في أبّهة زائدة، وأحمد ولد جمال الدّين يومئذ أمير الركب، فحجّ وعاد، فمات بعقبة أيلة في شهر الله المحرم، وسلم مما آل إليه أمر قريبه جمال الدّين وآله.

وفيها ناصر الدّين محمد بن عمر بن إبراهيم بن القاضي العلّامة شرف الدّين هبة الله البارزي الشافعي الحموي [١] قاضي حماة هو وأسلافه.

كان موصوفا بالخير والمعرفة، فاضلا، عفيفا، مشكورا في الحكم، باشر القضاء مدة، ومات بحماة.

وفيها جلال الدّين أبو الفتح نصر الله بن أحمد بن محمد بن عمر التّستري الأصل ثم البغدادي الحنبلي [٢] نزيل القاهرة.

ولد في حدود الثلاثين وسبعمائة، ومات أبوه وهو صغير، فربّاه الشيخ الصّالح أحمد السقّا، وأقرأه القرآن، واشتغل بالفقه، فمهر، وسمع الحديث من جمال الدّين الحضري، وكمال الدّين الأنباري، وآخرين، وقرأ الأصول على بدر الدّين الإربلي، وأخذ عن الكرماني شارح «البخاري» «شرح العضد على ابن الحاجب» وباشر عدة مدارس ببغداد، وصنّف في الفقه وأصوله، ونظم «الوجيز في الفقه» في ستة آلاف بيت. وذكر صاحب «الإنصاف» أنه من جملة الكتب التي نقل منها في «إنصافه» . ونظم «أرجوزة» في الفرائض مائة بيت جيدة في بابها، واختصر «ابن الحاجب» . وله غير ذلك. وذكر ببغداد وانتفع الناس به، وخرج منها لما قصدها اللّنك، فوصل إلى دمشق فبالغوا في إكرامه، ثم قدم القاهرة وتقرّر في تدريس الحنابلة بمدرسة الظّاهر برقوق، وحدّث بالقاهرة ب «جامع المسانيد» لابن الجوزي.

وتوفي في عشري صفر.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٦/ ١٩٤) و «الضوء اللامع» (٨/ ٢٣٦) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٦/ ١٩٦) و «الضوء اللامع» (١٠/ ١٩٨) و «الجوهر المنضد» ص (١٧١- ١٧٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>