للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمر بن عبد الرحمن النّاشري الزّبيدي [١] ، الشاعر المشهور.

اشتغل بالأدب ففاق أقرانه، ومدح الأفضل ثم الأشرف ثم الناصر، وكانوا يقترحون عليه الأشعار في المهمات فيأتي بها على أحسن وجه، وكانت طريقة شعره الانسجام والسّهولة دون تعاني المعاني التي لهج بها المتأخرون.

حجّ في سنة إحدى عشرة ورجع فمات بنواحي حرض في المحرم أو في الذي بعده وقد جاوز الستين.

وفيها شمس الدّين محمد بن عبد الله بن أبي بكر القليوبي الشافعي [٢] العالم الكبير.

تلمذ للشيخ ولي الدين الملوي.

قال ابن حجر: رأيت سماعه على العرضي، ومظفّر الدّين ابن العطّار في جامع الترمذي، وما أظنه حدّث عنهما، واشتهر بالدّين والخير، وكان متقلّلا جدا إلى أن قرّر في مشيخة الخانقاه النّاصرية بسرياقوس فباشرها إلى أن مات في جمادى الأولى، وكان متواضعا ليّنا. انتهى.

وفيها ناصر الدّين محمد بن عبد الرحمن بن يوسف الحلبي المعروف بابن سحلول [٣] .

كان عمّه عبد الله وزيرا بحلب، وسمع محمد «المسلسل بالأولية» من عبد الكريم، وسمع عليه «الأربعين المخرّجة من صحيح مسلم» بسماعه من زينب الكندية عن المؤيد، وسمع من ابن الحبّال جزء المناديلي، وولي مشيخة خانقاه والده، ثم في مشيخة الشيوخ بعد موت الشيخ عزّ الدّين الهاشمي، وكان أهل حلب يترددون إليه لرئاسته، وحشمته، وسؤدده، ومكارم أخلاقه.

وكان مواظبا على إطعام من يرد عليه، ثم عظم جاهه لما استقرّ جمال الدّين


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٦/ ١٩٠) و «الضوء اللامع» (٥/ ٢٩٠) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٦/ ١٩٢) و «الضوء اللامع» (٨/ ٨٣) و «طبقات الشافعية» لابن قاضي شهبة (٤/ ٦٦) .
[٣] ترجمته في «إنباء الغمر» (٦/ ١٩٣) و «الضوء اللامع» (٨/ ٤٥) .

<<  <  ج: ص:  >  >>