للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى أن تغلب قرا يوسف على التتار وأخذ منهم تبريز وما والاها، فوقع الخلف بينه وبين ابن أويس، فتقابلا للقتال، فكانت الكرّة على ابن أويس، وأخذ أسيرا، ثم قتل يوم الأحد آخر شهر ربيع الآخر.

وفيها تقي الدّين عبد الرحمن بن محمد بن عبد النّاصر بن تاج الرئاسة المحلّي الزّبيري الشافعي [١] .

ولد سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، واشتغل قديما، ووقع على القضاة، وصاهر القاضي موفق الدّين الحنبلي على ابنته، وكان قد سمع من الميدومي وحدّث عنه، ثم ناب في الحكم مدة طويلة، وكانت معه عدة جهات من الضواحي ينوب فيها، وقرّره الملك الظّاهر في القضاء سنة تسع وتسعين في جمادى الأولى فباشره إلى أثناء رجب سنة إحدى وثمانمائة، واستمرّ بطالا خاملا إلى أن مات.

وكان عارفا بالشروط والوثائق، ومطّرحا للتكلف، وفوض له تدريس الناصرية والصالحية فباشرهما مباشرة حسنة، ولم يذم في مدة قضائه، وكتب قطعة على «التنبيه» وعمل تاريخا حسنا نقل منه ابن حجر كثيرا.

وتوفي في أول شهر رمضان.

وفيها علاء الدّين أبو الحسن علي بن إبراهيم بن المؤرخ شمس الدّين محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن عبد العزيز الجزري ثم الدمشقي الشافعي، المعروف بابن الجزري [٢] . ولد سنة ثمان وأربعين وسبعمائة، ومات أبوه وله سنة، فربّاه عمّه نصير الدّين، وأسمعه من جماعة من أصحاب الفخر، وحضر على المرداوي صاحب عمر الكرماني، وقرأ وأعاد بالتقوية، وحدّث، وباشر نظر الأيتام، مع خفض جناح، وطهارة لسان، ولين عريكة، وحج غير مرّة، وجاور، وعلّق وفيات، وأصيب بماله في فتنة اللّنك، ولم يكن فيه [٣] ما يعاب به إلّا مباشرته مع قضاة السوء.


[١] ترجمته في «إنباء الغمر» (٦/ ٢٤٦) و «الضوء اللامع» (٤/ ١٣٨) .
[٢] ترجمته في «إنباء الغمر» (٦/ ٢٤٨) و «الضوء اللامع» (٥/ ١٥٧) .
[٣] لفظة «فيه» سقطت من «ط» .

<<  <  ج: ص:  >  >>