للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كراريس كثيرة سمّاها «جمع المفترق» وكتابا سمّاه «الدارس من أخبار المدارس» يذكر فيه ترجمة الواقف وما شرطه، وتراجم من درّس بالمدرسة إلى آخر وقت، وهو كتاب نفيس يدلّ على اطلاع كثير، وقد وقفت على كراريس منه.

وكتب «ذيلا» [١] على «تاريخ ابن كثير» وغيره، بدأ فيه من سنة إحدى وأربعين يذكر فيه حوادث الشهر، ثم من توفي فيه، وهو مفيد جدا، كتب منه ست سنين، ثم بدأ من سنة تسع وستين فكتب إلى قبيل وفاته بيسير، وكان قد أوصاني بتكميل الخرم المذكور فأكملته، وأخذت «التاريخ» المذكور وزدت عليه حوادث من تواريخ المصريين وغيرهم بقدر ما ذكره الشيخ، وتراجم أكثر من التراجم التي ذكرها بكثير، وبسطت الكلام في ذلك، وجاء إلى آخر سنة أربعين وثمانمائة في سبع مجلدات كبار، ثم اختصرته في نحو نصفه، وقد ولي الشيخ في آخر عمره، الخطابة ومشيخة الشيوخ شريكا لغيره، وانتهت المشيخة في البلاد الشامية إليه،


[١] قلت: الذي ترجح عندي بأن الحافظ ابن كثير قد توقف في «تاريخه» أول الأمر سنة (٧٣٨ هـ) ، ثم تابع التأريخ إلى سنة (٧٧٤ هـ) ويشهد لذلك كلام الحافظ ابن حجر في أول كتابه «إنباء الغمر» (١/ ٤) حيث يقول: ... وهذا الكتاب يحسن من حيث الحوادث أن يكون ذيلا على ذيل التاريخ الحافظ عماد الدّين ابن كثير فإنه انتهى في «تاريخه» إلى هذه السنة. وما كتبه الحافظ السخاوي في أوائل سنة (٧٧٤) حيث قال: وفي أثناء شعبانها انتهى «تاريخ العماد ابن كثير» وكان حين ضرره وضعفه يملي فيه على ولده عبد الرحمن. ويبدو بأن النسخة التي كانت محفوظة في المكتبة الأحمدية بحلب من «البداية والنهاية» والتي اعتمدناها كنسخة أولى في تحقيقنا للكتاب مع طائفة من الأساتذة المحققين في طبعته التي ستصدر عن دار ابن كثير هي نسخة نسخت عن النسخة الأولى المشار إليها، ثم نسخ عن النسخة التامة نسخ أخرى، فقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الحافظ السخاوي قد نقل عن «البداية والنهاية» في كتابه «الذيل التام على دول الإسلام» الذي يقوم بتحقيقه صاحبي الفاضل الأستاذ حسن إسماعيل مروة، وأقوم بمراجعته، وقد أنجزنا منه المجلد الأول وهو تحت الطبع الآن، ومعلوم بأن كتاب السخاوي يبدأ بحوادث سنة (٧٤٥ هـ) . وأما ما كتبه ابن حجي، وابن قاضي شهبة من التذييل على «البداية والنهاية» فإنما كان على النسخة الأولى من «البداية والنهاية» المتوقفة عند سنة (٧٣٨ هـ) وأنهما لم يطلعا على النسخة الأخرى منه التي تممها ابن كثير بنفسه من الكتاب، والله أعلم، وانظر ما كتبه العلّامة الشيخ محمد راغب الطباخ في مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق (١٨/ ٣٧٦) وما كتبه العلّامة الشيخ محمد أحمد دهمان في المجلة المذكورة (٢٠/ ٩٠) وما بعدها حول هذا الموضوع، والله الموفق لكل خير وصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>