للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكأنه أسير [١] أمر بضرب عنقه، وإذا ذكرت النّار فكأنها لم تخلق إلّا له.

انتهى ملخصا.

وقال رجل قبل موته لابن سيرين: رأيت طائرا أخذ حصاة من المسجد، فقال: إن صدقت رؤياك مات الحسن، فمات بعد [٢] ذلك.

ولما شيّع النّاس جنازته لم تقم صلاة العصر في الجامع، ولم يكن ذلك منذ قام الإسلام، رحمه الله تعالى ورضي عنه.

وفي شوال يوم الجمعة منها توفي شيخ البصرة، إمام المعبّرين محمد بن سيرين، أبو بكر، بعد موت الحسن بمائة يوم.

قالوا: كان سيرين أبو محمّد عبدا لأنس بن مالك، فكاتبه على عشرين ألفا، وأدى المكاتبة، وكان من سبي ميسان [٣] وكان المغيرة افتتحها.

ويقال: من سبي عين التّمر، وكانت أمه صفيّة مولاة لأبي بكر الصّدّيق [- رضي الله عنه-] [٤] طيّبها ثلاث من أزواج النّبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- ودعون لها، وحضر إملاكها [٥] ثمانية عشر بدريّا، فيهم أبيّ بن كعب، يدعو، وهم يؤمّنون.


[١] لفظة «أسير» سقطت من «المعارف» في طبعتي د. ثروة عكاشة، والصّاوي، فتستدرك فيهما.
[٢] في المطبوع: «بعيد» .
[٣] في الأصل، والمطبوع: «بيسان» وهو خطأ، والتصحيح «المعارف» لابن قتيبة ص (٤٤٢) - وهو المصدر الذي ينقل عنه المؤلف- ومن «وفيات الأعيان» لابن خلكان (٤/ ١٨١) .
قال ياقوت: ميسان: اسم كورة واسعة كثيرة القرى والنخل بين البصرة وواسط، قصبتها ميسان «معجم البلدان» (٥/ ٢٤٢) .
قلت: وتقع ميسان الآن في الجنوب الشرقي للعراق.
[٤] زيادة من «المعارف» لابن قتيبة، و «وفيات الأعيان» .
[٥] في الأصل، والمطبوع: «ملاكها» ، والتصحيح من «المعارف» لابن قتيبة، و «وفيات الأعيان» لابن خلكان.

<<  <  ج: ص:  >  >>