للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللّغوي البياني الخلافي، أستاذ الزّمان، وفخر الأوان، الجامع لأشتات جميع العلوم.

وقال ابن حجر: سمع من القلانسي، والعرضي، وغيرهما، وحفظ القرآن في شهر واحد كل يوم حزبين، واشتغل بالعلوم على كبر، وأخذ عن السّراج الهندي، والضّياء القرمي، والمحبّ ناظر الجيش، والرّكن القرمي، والعلاء السّيرامي، وجار الله، والخطابي، وابن خلدون، والحلاوي، والتاج السّبكي وأخيه البهاء، والسراج البلقيني، والعلاء بن صفير الطبيب، وغيرهم، وأتقن العلوم، وصار بحيث يقضى له في كل فنّ بالجميع، حتى صار المشار إليه بالدّيار المصرية في الفنون العقلية، والمفاخر به علماء العجم في كل فنّ، والمعوّل عليه، وأقرأ، وتخرّج به طبقات من الخلق، وكان أعجوبة زمانه في التقرير، وليس له في التأليف حظ، مع كثرة مؤلفاته حتى التي [١] جاوزت الألف، فإن له على كل كتاب أقرأه التأليف والتأليفين والثلاثة وأكثر، ما بين شرح مطول ومتوسط ومختصر، وحواش ونكت، إلى غير ذلك، وكان قد سمع الحديث على جدّه، والبايني، والقلانسي، وغيرهم، وأجاز له أهل عصره مصرا وشاما، وكان ينظم شعرا عجيبا غالبه بلا وزن، وكان منجمعا عن بني الدّنيا، تاركا للتعرض للمناسب، بارّا بأصحابه، مبالغا في إكرامهم، يأتي مواضع النّزه، ويحضر حلق المنافقين [٢] وغيرهم، ويمشي بين العوام، ولم يحجّ، ولم يتزوج، وكان لا يحدّث إلّا متوضئا ولا يترك أحدا يستغيب عنده مع محبته المزاح والمفاكهة واستحسان النادرة، وكان يعرف علوما عديدة، منها الفقه، والتفسير، والحديث، والأصلين [٣] ، والجدل، والخلاف، والنحو، والصرف، والمعاني، والبيان، والبديع، والمنطق، والهيئة، والحكمة، والزّيج، والطبّ، والفروسية، والرّمح، والنّشاب، والدّبوس، والثقاف، والرّمل، وصناعة النفط، والكيمياء، وفنون أخر.

وعنه أنه قال: أعرف ثلاثين علما لا يعرف أهل عصري أسماءها.


[١] في «ط» : «حتى» .
[٢] تصفحت في «ط» إلى «المنافقين» .
[٣] في «ط» : «والأصلان» .

<<  <  ج: ص:  >  >>